الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينبغي حسم مادة الشر والمعصية ودفع ما يفضي إليهما

السؤال

في بعض الأيام من رمضان أشعر ببعض التهيج باعتبار أن لديّ وسواسًا قهريًّا، فأترجم ما يقوله الغير، فأحس أنهم يتكلمون عني، وكلام في المشاعر، وبعض الأحيان الجنس، وأحاول قدر المستطاع أن أتحكم في نفسي، ولكن التهيج يصل في بعض الأحيان إلى بعض الإفرازات، فهل أنا مفطرة، وعليّ إعادة اليوم، رغم أني إن أعدته ربما حدث نفس الشيء؟ أم لا أصوم وأخرج نقودًا؟ أم أصوم في أيام أجلس فيها في البيت؟ أم ماذا أفعل؟ وهناك أيام فيها إثارة.
وبالنسبة للصلاة هل أعيد الوضوء في كل صلاة، باعتبار أنني أستطيع أن أتوضأ، وأنا نازلة للصلاة أسمع كلمة تهيجني، فهل عليّ إعادة كل صلاة، وإن حدث تهيج جديد لا أبالي به، أم لا أعيد الوضوء؟
بالإضافة إلى هذا في بعض الأحيان عندما يكون الكلام عن المشاعر، كطبطبة مثلًا، وتكون من طرف البنات وليس الذكور، فأحس بارتياح نفسي، وإعجاب بالكلام، فهل عليّ مقت كل الكلام الذي أفهمه قدر المستطاع؟ أم ليس عليّ شيء، ويجوز أن أعجب بالكلام باعتبار أن مقته يدخلني في جهاد نفس كبير، يؤثر على نفسيتي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال أسئلة لك سابقة، أن لديك وساوس كثيرة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 3086.

وبخصوص ما ينزل من إفرازات أثناء الصيام ـ بسبب سماع كلام مثلًا إن كان ينزل حقًّا ـ فإنه لا يبطل صيامك, ولا يلزمك شيء، حتى لو فرضنا أن تلك الإفرازات مذيًا, أو منيًا, وراجعي الفتوى رقم: 247219, والفتوى رقم: 30328.

أما بالنسبة للوضوء, فهو واجب بعد التحقق من نزول تلك الإفرازات؛ لأنها ناقضة للوضوء، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 110928 أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة, وما يترتب عليها من أحكام، فراجعيها إن شئت.

وبخصوص الكلام الذي تسمعينه من بعض البنات, فإن كان كلامًا خادشًا للحياء, ويثير الغرائز, ويدعو للتفكير في الشهوات, فالواجب مقته، ومدافعته, والبعد عن سماعه؛ لما قد يترتب عليه من أمور محرمة، كارتكاب فاحشة, أو استمناء, أو نحو ذلك, فوسيلة الحرام، حرام، جاء في مجموع الفتاوي لشيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك الشر والمعصية: ينبغي حسم مادته، وسد ذريعته، ودفع ما يفضي إليه، إذا لم يكن فيه مصلحة راجحة. مثال ذلك: ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {لا يخلون رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما الشيطان}، وقال: {لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا ومعها زوج، أو ذو محرم}. فنهى صلى الله عليه وسلم عن الخلوة بالأجنبية، والسفر بها؛ لأنه ذريعة إلى الشر. انتهى. وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 286882.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني