الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التهاون في الصلاة بسبب طول وقت العمل

السؤال

أنا شاب مهاجر من بلدي - بسبب الحرب - واستقررت حاليا في بلد آخر، وأعمل ولكن دوام عملي طويل جداً حتى إنني أصبحت أجمع الصلوات أو أقضيها بسبب طول العمل والتعب. وأريد الحل حتى أصبح يومي ووقت فراغي جدا قصير، وآخر الليل وصلاة الصبح بالخصوص أصبحت أتثاقل عنها، أو لم أعد أستيقظ لها بسبب التعب والعمل والسهر. أريد حلاً لطول دوامي الذي يتجاوز 12 إلى 15 ساعة في اليوم. وما الذي يترتب عليّ لقصر وقتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :

فالذي يترتب عليك هو أن تحافظ على الصلاة في وقتها، ولا يجوز لك - أخي السائل - أن تضيع الصلوات بحيث تصليها بعد خروج وقتها، ولا أن تجمعها كلها، لأن؛ هذا لم يأت به الشرع، وليس ما ذكرتَه من طول العمل يبيح لك ذلك، وكم من مسلم يعمل، ويطول عمله، ويدخل عليه وقت الصلاة وهو في عمله، فيقتطع جزءاً من الوقت يؤدي فيه فريضة الله عليه، فاتق الله - أخي السائل - وحافظ على الصلاة في وقتها، فتضييعها لن يزيدك إلا وهناً وضعفاً وبُعداً عن الله تعالى، بينما المحافظة عليها سبب عظيم من أسباب تيسير الرزق وهناء العيش، وقد قال الله تعالى { ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ... } (سورة الطلاق: 2-3)، وقال تعالى { ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ... }{الطلاق:4}، فعليك بتقوى الله تعالى، وسترى التيسير في معيشتك، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 130428. عن حكم جمع الصلوات كلها في الليل بسبب العمل، والفتوى المرتبطة بها، والفتوى رقم: 160955. عن جمع الصلوات بسبب منع الشركة الصلاة أثناء العمل، وأخيرا الفتوى رقم: 77276 .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني