الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من أفطرت بسبب المرض والحمل وأخرت القضاء

السؤال

في رمضان قبل الماضي لم أصم بعض الأيام بسبب وجود عين قوية جدا في بطني منعتني من الصيام والحركة، وكنت كالجثة الهامدة على السرير لا أتحرك، وشفاني الله منها ـ ولله الحمد ـ ولم أقم بالصيام بعد، وتزوجت بعد رمضان بأشهر وحملت، ثم سقط الجنين، فلم أصم بعض الأيام.... وأنا حامل الآن وأريد أن أقضي ما علي من رمضان الماضي وقبل الماضي، ولكنني لا أستطيع بسبب الحمل وكثرة الأيام التي أفطرتها، فهل يجوز أن أتصدق عن كل يوم أفطرت فيه؟.
وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويجبر مصابك وأن يعوضك خيرا، ولتعلمي أن من كان مريضاً مرضاً لا يستطيع معه الصيام رخص الله له في الفطر، وعليه أن يقضي ما أفطر إذا صح قبل دخول رمضان المقبل، لقول الله تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184}.

فإن كنت لم تقضي تلك الأيام التي أفطرت بسبب المرض الذي شفاك الله منه مع قدرتك على قضائها حتى دخل رمضان الآخر، فعليك قضاؤها عندما تستطيعين، وتطعمين عن تأخير القضاء مسكينا عن كل يوم.
وأما ما أفطرت من رمضان هذا العام بسبب الحمل: فعليك قضاؤه عندما تستطيعين في أي وقت، ولا حرج عليك في تأخير القضاء إذا لم تستطيعي ولو دخل رمضان القادم، فإنه إذا كان الفطر جائزا في رمضان بسبب العذر فتأخير قضائه أولى، فإن أخرت القضاء للعذر فعليك أن تأتي به فقط عند القدرة عليه، وليس عليك فدية، وانظري الفتوى رقم: 125228.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني