الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عدم زيارة المرأة أبناء عم أبيها لتتحاشى مصافحتهم وكشف وجهها أمامهم

السؤال

لدي إخوة وأخوات من أبي، لكننا لا نتواصل معهم إلا في حالات طارئة كعيادة المريض والتعزية، فهل نحن قاطعون للرحم؟ وأيضا أبناء عم أبي هم بالنسبة لي كإخوة أبي، وهذا ما تربيت عليه منذ الطفولة أي لا أفرق بين إخوة أبي وبين أبناء عمه! ولكنني كبرت وعلمت أنهم ليسوا من محارمي، والمشكلة الآن أنهم لا يتفهمون بأنه لا يجوز السلام عليهم باليد وتغطية الوجه بالنقاب أمامهم، فهم أيضا يعاملونني كأنني ابنة أخيهم، وأخشى أن يسيؤوا بي الظن، وهذا ما سألتكم عنه من قبل، ولكنكم قلتم لي إن الواجب علي أن لا أخلع النقاب أمامهم، وحقيقة هذا الأمر صعب جدا خصوصا المصافحة، فماذا أفعل إن مدوا أيديهم للسلام علي؟ وهل أردهم؟ وهذا الأمر شاق جدا، فلو فعل ذلك أحد أبنائهم لما سلمت عليه، ولكنني لا أستطيع ذلك معهم، فهم في سن أبي وكما قلت لكم يعتبرونني ابنة أخيهم وهم مثقفون ومحترمون جدا، ولكنهم لا يفقهون هذه الأمور، فما الحل لهذه المشكلة؟ مع العلم أنني لم أذهب إليهم إطلاقا منذ ارتدائي النقاب ومنذ علمي بعدم جواز المصافحة، فهل أنا في هذه الحالة قاطعة لرحمهم، حيث لم أجد حلا إلا مقاطعتهم حتى لا أتعرض للمواقف المحرجة بالنسبة لي، أعلم أن هذا الزمن هو زمن الغربة ولكن في نفس الوقت أخشى من إساءة الظن بي؟ فما هي نصيحتكم لي حتى أتجاوز هذه العقبات، وأرضي الله بدون ما أشعر بإساءة ظن الآخرين بي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصلة الإخوة والأخوات واجبة وقطعها محرم، سواء كانوا أشقاء أو إخوة لأب أو إخوة لأم، أمّا أبناء عمّ الأب فليسوا من الأرحام الواجب صلتهم، وانظري الفتوى رقم: 11449.

وإذا كنتم تصلون إخوتكم وأخواتكم في بعض الأحوال فلستم بقاطعين للرحم، لكن صلة الرحم درجات تختلف باختلاف الأحوال والأشخاص والأعراف، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 269998.

وأمّا بخصوص مصافحة أبناء عم الأب وكشف الوجه أمامهم، فكما سبق أن بينا لك أنه لا يسوغ ترك الواجب حياء من الناس أو خوفاً من إساءتهم الظنون، ولكن ينبغي بيان حكم الشرع لهم برفق وحكمة، ومن توكل على الله كفاه ما أهمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني