الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فَـوَّت على نفسه الانتفاع بالقرآن

السؤال

ما حكم من قرأ القرآن وهو غير متنبه له، بمعنى أنه يقرأ صفحة أو اثنتين وهو على فهم لما يقرأ، وإذا زادت مدة القراءة بدأ العقل يسرح كثيرا فهل هذا عليه ذنب؟ وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فينبغي لقارئ القرآن أن يجتهد ما استطاع في تفهم القرآن وتدبره عند قراءته. قال النووي -رحمه الله- في التبيان: فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب. قال الله عز وجل: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ[النساء:82]، وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ[ص:29]. والأحاديث فيه كثيرة وأقاويل السلف فيه مشهورة، وقد بات جماعة من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها ويرددونها إلى الصباح، وقد صعق جماعة من السلف عند القراءة، ومات جماعة حال القراءة... إلى آخر كلامه رحمه الله. فعلى الأخ السائل أن يجاهد نفسه ما استطاع على تدبر القرآن وفهم معانيه، ومما يعينه على ذلك قراءة بعض التفاسير المختصرة المفيدة، كتفسير ابن كثير وتفسير العلامة عبد الرحمن السعدي رحم الله الجميع. ومن قرأ القرآن غير متدبر له فليس بآثم، ولكنه يفوت على نفسه الانتفاع بالقرآن، وإن حصل على أجر القراءة، فالقراءة عمل صالح مقصود. والخلاصة أن من قرأ القرآن بغير تدبر لا يؤمر بترك القراءة، ولكن يؤمر بمجاهدة النفس والأخذ بأسباب التدبر كمعرفة معاني الكلمات والقراءة بعيدًا عن الشواغل، ونحو ذلك، حتى يتسنى له الانتفاع بما يقرأ. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني