الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأم والأب أحق الناس بحسن الصحبة

السؤال

توجد في عائلتنا عدة مشاكل بين أمي وزوجة أخي الأكبر أدت مؤخراً إلى أن يقطع أخي علاقته مع أمي وأبي فما رأي الشرع في هذا؟ وما السبيل إلى إصلاح الأمور بينهم مع العلم بأن زوجة أخي وكذا الحال بالنسبة الوالدين لديهم مستوى ثقافي جد متواضع.
ووفقنا الله إلى ما فيه الخير لنا أجمعين إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن قطع أخيك علاقته مع أمه وأبيه ليس من الإحسان الذي أمر الله به لهما. قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[الإسراء:23] ولا هو من حسن الصحابة الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الشيخان وأحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. فعلى أخيك إذن أن يتوب إلى الله، ويعود إلى والديه ويصبر على أذاهما، ولو أكثرا من الإساءة عليه، وبذلك ينال سلعة الله وهي الجنة. روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة. وأما السبيل إلى إصلاح الأمور فبالدعاء والتضرع إلى الله تعالى آناء الليل وآناء النهار، وبتعريفهم ما عند الله من الخير والثواب في صلة الرحم، وما عنده من العقاب في القطيعة، ثم الاستعانة بالأقرباء والصلحاء وأصحاب الرأي والحكمة. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني