الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هذه الأفكار هي من وضع الفلاسفة

السؤال

قبل أن تتحدث لأحد عن الوجود بمختلف أشكاله يجب أن تقنعه بأنه هو موجود، حيث يقول أظن -أرسطو- أنا أفكر إذاً أنا موجود. ما هي العلوم التي تختص بهذا المجال -العلوم الإسلامية-؟
والله الموفق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن مثل هذه الأفكار هي من وضع الفلاسفة الذين لا يستضيئون بهدي رباني ولا يستنيرون بنور الوحي، بل مبنى أفكارهم على الأوهام والخيالات.

والموجود إذا كانت ذاته مدركة بأحد الحواس، فإنكاره جهل وغباء، فضلاً عن إعمال العقل وإضاعة الوقت في إثبات وجوده، ومثل هذا لا يمكن أن يكون محل نظر علماء الإسلام، إذ أنهم يثبتون ما تواتر عند الناس وجوده من البلدان والأشخاص ونحو ذلك؛ لأن العادة استحالة التواطؤ على الكذب في مثله، فالعلم الذي يحصل عن طريقه علم ضروري، يستحيل دفعه وإنكاره، فإذا أثبت علماء الإسلام مثل هذه الموجودات من هذا السبيل، فكيف يضيعون أوقاتهم في وضع قواعد ونظم أفكار، نظير قواعد وأفكار أرسطو وأمثاله من الفلاسفة: (أنا أفكر، إذن أنا موجود). فحاشا علماء الإسلام ثم حاشاهم من السقوط في الدرك الأسفل من الفكر.

وأما إثبات وجود الله ونحو ذلك من أمور الغيب، كالملائكة والجن من الأمور التي تتعلق بالإيمان، والتي جاء بها الشرع، فقد كان محل اهتمام هؤلاء العلماء، واجتهدوا في إثبات ذلك بالأدلة الشرعية والعقلية، وكتبهم خير شاهد على ذلك، ومحله كتب العقيدة.

ولمعرفة أصل الفلسفة ومصدر نشأتها تراجع الفتوى: 16115.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني