الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سيد طعام أهل الدنيا والاخرة؟

السؤال

ماهو سيد طعام أهل الدنيا والاخرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ورد في بعض الأحاديث الضعيفة التي أخرجها ابن ماجه وغيره أن سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة هو اللحم، ففي سنن ابن ماجه عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم. ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه والسلسلة الضعيفة بقوله: ضعيف جدًّا. وروى الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الطب، والبيهقي في شعب الإيمان، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية. قال الطبراني عَقِبَهُ: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن بريدة إلا أبو هلال، ولا رواه عن أبي هلال إلا أبو عبيدة الحداد، تفرد به أبو سعيد. هذا وقد رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بالإطلاق: خير الإدام اللحم، وهو سيد الإدام. وكل هذه الأحاديث وغيرها مما هو في معناها ضعيف جدا أو موضوع، كما جزم بذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة، وغيرها، كما أورد تضعيف بعضها أو الحكم بوضعها غير واحد من الأئمة المتقدمين كالبوصيري في "مصباح الزجاجة بزوائد ابن ماجه"، والمناوي في "فيض القدير"، وضعفه العراقي أيضًا، وحكم بوضعه ابن الجوزي ، لكن انتقده ابن حجر. إلا أنه يمكن أن يطلق على اللحم أنه سيد الطعام أو سيد الإدام، لما ورد أنه كان أحب الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولذكره في القرآن كقوله تعالى: وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ[الطور:22]، وقوله: وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ[الواقعة:21]. وتكلم في هذا وأيده الحافظ ابن حجر في الفتح، وابن عبد البر في التمهيد، وغيرهما. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني