الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقسام الرقى وأحكامها

السؤال

جدتي ذهبت إلى امرأة، لا أعرف هل هي دجالة أم لا؟ يقال عنها إنها شيخة، وقالت إن أختي عليها عمل، وهناك شخص رش شيئا قدام البيت لأختي؛ فقالت أمي لجدتي، فذهبت جدتي إلى امرأة، وعملت لأختي حجابا، وورق تلينه في الماء يوم الأحد والاثنين كل شهر، وتمسح به البيت. فهل أرش لها؟ أعرف أن هذا دجل وشعوذة، وفيه شرك بالله، لكن ماذا أفعل؟ ماذا أفعل بهذا الحجاب؟
وما المفروض عمله. السحر أو العمل الذي قيل إنه فعل لأختي هل كذب أم صحيح؟ وما هو الحل من القرآن والسنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى الشفاء لهذه الأخت، وننصحكم بمواصلة الرقية الشرعية، ودعاء الوالدين لها حتى يكتمل العلاج.

وأما المرأة التي ذكرت، فليس عندنا ما يجزم به في شأنها، ويمكن أن تراجعوا في الموضوع بعض أصحاب التجربة في الرقية الشرعية، ممن يوثق بدينهم واتباعهم للسنة، وابتعادهم عن الشرك والشعوذة.

وأكثروا من الدعاء للأخت، ولا تستعجلوا ولا تملوا، وأحسنوا الظن بالله، ففي الحديث: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي؛ فيستحسر ويدع الدعاء. رواه مسلم.

وأما عما أعطت المرأة ليعالج به: فإنه ليس عندنا علم بطبيعته، ولكنه يمنع استعمال الحجاب، إذا كان مشتملًا على ما لا يعقل معناه؛ أو على مادة لا يعلم نفعها من ناحية الشرع، أو التجربة الطبية؛ لأنه لا يؤمن أن يكون فيه شرك، وقد حرم الشارع الرقية، والتحصن، وبمثل ذلك، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفهم معناها؛ لأنها مظنة الشرك، وإن لم يعرف الراقي أنها شرك. اهـ من مجموع الفتاوى.

وفي فتح الباري لابن حجر (10/ 196): وقال ابن التين: الرقى بالمعوذات، وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى، فلما عز هذا النوع، فزع الناس إلى الطب الجسماني، وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المعزم، وغيره ممن يدعي تسخير الجن له، فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل، يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين، والاستعانة بهم، والتعوذ بمردتهم، ويقال: إن الحية لعداوتها للإنسان بالطبع تصادق الشياطين؛ لكونهم أعداء بني آدم، فإذا عزم على الحية بأسماء الشياطين أجابت، وخرجت من مكانها، وكذا اللديغ إذا رقي بتلك الأسماء سالت سمومها من بدن الإنسان؛ فلذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله، وأسمائه خاصة، وباللسان العربي الذي يعرف معناه؛ ليكون بريئًا من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب الله علماء الأمة، وقال القرطبي: الرقى ثلاثة أقسام: أحدها: ما كان يرقى به في الجاهلية مما لا يعقل معناه، فيجب اجتنابه؛ لئلا يكون فيه شرك، أو يؤدي إلى الشرك... اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني