الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أولًا: أخبركم أنني سأعتمر في وقت قريب -إن شاء الله- ولكن سؤالي رقم: (2687448) لم أجد له فتوى منكم بعد، فأرجو الفتوى -أثابكم الله-.
ثانيًا: أزيد سؤالًا وهو: لماذا ألفاظ التلبية متنوعة الألفاظ؟ أليست ألفاظ الأذكار توقيفية، مثل: "لَبَّيْكَ عُمْرَةً، أو اللهم لَبَّيْكَ عُمْرَةً، أو لَبَّيْكَ اللهم عُمْرَةً"، أي لفظ من تلك الألفاظ صحيح؟ وهل كل لفظ منها مبني على دليل صحيح؟ أليست ألفاظ تلك الأذكار توقيفية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا أنه لا يمتنع أن تأتي الأذكار على أكثر من صفة وهيئة، كما في أدعية الاستفتاح، وغيرها، وكل من أتى بشيء من الوارد، فهو على خير، وكل الثابت وإن اختلف، يقال فيه: إنه توقيفي.

واعلم كذلك أن أمر التلبية سهل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لبى بتلبيته المعروفة، ولم ينكر عليهم إتيانهم بألفاظ أخرى سوى ما كان يلبي به، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: مسألة: هل لنا أن نزيد؟ أي: على ما ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من التلبية التي رواها جابر ـ رضي الله عنه ـ؟

نقول: نعم، فقد روى الإمام أحمد في المسند: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: «لبيك إله الحق»، و«إله الحق» من إضافة الموصوف إلى صفته، أي: لبيك أنت الإله الحق. وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يزيد: «لبيك وسعديك، والخير في يديك، والرغباء إليك والعمل»، فلو زاد الإنسان مثل هذه الكلمات، فنرجو ألا يكون به بأس، اقتداء بعبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، لكن الأولى ملازمة ما ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. انتهى.

وقد ورد إهلال النبي صلى الله عليه وسلم بقول: لبيك عمرة وحجًّا، في صحيح مسلم من حديث أنس -رضي الله عنه- وفي سنن ابن ماجه عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: اللهم حجة لا رياء فيها، ولا سمعة. صححه الألباني.

فلو قال الملبي: لبيك اللهم عمرة، أو اللهم لبيك عمرة، أو لبيك عمرة، فهو حسن، ولا حرج في شيء من ذلك، فالأمر واسع -والحمد لله-، قال الشيخ ابن باز- رحمه الله-: ويشرع له التلفظ بما نوى، فإن كانت نيته العمرة قال: "لبيك عمرة"، أو "اللهم لبيك عمرة"، وإن كانت نيته الحج قال: "لبيك حجًّا"، أو "اللهم لبيك حجًّا". انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني