الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم من قال نكتة، وهي: رجلان، قال الأول له: صل على الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم، فقال: لست مسلما، فقال له: إذا بماذا تصدق (بمعنى بماذا تؤمن) فقال: الانفجار العظيم؛ ففجره، وقال: هل أعجبك الانفجار؟
ما حكم هذه النكتة؟ وما حكم الضحك عليها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التنكيت بالأكاذيب المختلقة، محرم؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم، فيكذب، ويل له، ويل له. أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم.

قال المناوي في فيض القدير: ( ويل للذي يحدث فيكذب ) في حديثه ( ليضحك به القوم، ويل له، ويل له ) كرره إيذانا بشدة هلكته، وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم، وجماع كل فضيحة. فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب، ويجلب النسيان، ويورث الرعونة، كان أقبح القبائح. ومن ثم قال الحكماء: إيراد المضحكات على سبيل السخف، نهاية القباحة. اهـ.

وسئل شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- عمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب. هل يجوز ذلك؟

فأجاب: أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس، أو لغرض آخر؛ فإنه عاص لله ورسوله. وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ثم ويل له. وقد قال ابن مسعود: إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل. ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه. وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين، فهو أشد تحريما من ذلك. وبكل حال، ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك. والله أعلم. انتهى من مجموع الفتاوى.

هذا، وننصحك بتقوى الله، وبعدم الاسترسال مع الوسوسة، فعليك بالإعراض الكلي عنها؛ فإن أنجع علاج للوسوسة هو الإعراض عنها كما قال أهل العلم، فحاول أن تشتغل بمواضيع علمية أخرى، وتقرأ فيها ما تيسر من نصوص الوحي على العلماء، مع الاهتمام بحفظ النصوص ومدارستها، والحوار فيها مع طلاب العلم، واحذر من الانفراد بنفسك، وإيراد الشبه على قلبك؛ فذلك لا يزيدك إلا وسوسة.
وراجع الفتوى رقم: 225964، والفتوى رقم: 193197، والفتوى رقم: 165785، والفتوى رقم: 46391، والفتوى رقم: 140417.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني