الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملخص قصة زيد بن حارثة

السؤال

أرجو منكم تزويدي بحكاية زيد بن الرسول (بالتبني)؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الإصابة ملخص قصة زيد بن حارثة فقال: زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها، وزيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية على أبيات بني معن، فاحتملوا زيدًا وهو غلام، فأتوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبته له، قال: فحج ناس من كلب، فرأوا زيدًا فعرفهم وعرفوه، فقال: أبلغوا أهلي…، فانطلقوا، فأعلموا أباه، ووصفوا له موضعًا، فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه، فقدما مكة، فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا: يا ابن عبد المطلب، يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنن علينا، وأحسن في فدائه، فإنا سندفع لك، قال: وما ذاك؟ قالوا: زيد بن حارثة، فقال: أو غير ذلك؟ ادعوه فخيروه، فإن اختاركم، فهو لكم بغير فداء، وإن اختارني، فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء، قالوا: زدتنا على النصف، فدعاه، فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، هذا أبي، وهذا عمي، قال: فأنا من قد علمت، وقد رأيت صحبتي لك، فاخترني، أو اخترهما، فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا، أنت مني بمكان الأب، والعم، فقالا: ويحك -يا زيد- أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك، وعمك، وأهل بيتك!؟ قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، أخرجه إلى الحجر، فقال: اشهدوا أن زيدًا ابني، يرثني وأرثه، فلما رأى ذلك أبوه، وعمه، طابت أنفسهما، وانصرفا، فدعي زيد بن محمد؛ حتى جاء الله بالإسلام. انتهى.

ولما جاء الإسلام، حرّم التبني بقوله: وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {الأحزاب:4-5}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني