الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من كتابية فعل معها مقدمات الزنا

السؤال

الرجاء مساعدتي في هذا الأمر.
أنا أصوم وأزكي، وأصلي، وأصدق، الحمد لله. تعرفت على بنت تريد الدخول إلى الإسلام، وكانت تريد الزواج مني، وقلت لها: لا بد أن تسلمي. وبدأت أعلمها الدين، وكانت نيتي تعليمها والزواج منها.
ولكن في يوم من الأيام تركتها تقبلني، صار بيني وبينها احتكاك وراء الملابس، وقبلات (وحدث نزول مني بداخلي)
وتبنا، وندمنا على ذلك كثيرا.
هل يعتبر هذا زنا؟
وهل يجوز لي الزواج بها؟ والله يعلم بأن نيتنا كانت صالحة.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هذا بالزنا الحقيقي الذي يوجب الحد، ولكن هذا الفعل يسمى زنا مجازا؛ لأنه وسيلة من وسائل الزنا، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 340240. وكثيرا ما نبهنا إلى أن الأولى أن يتولى النساء دعوة النساء؛ لأن فتنة الرجال بالنساء عظيمة، وقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء. وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

وإن كانت هذه المرأة كتابية -أي يهودية أو نصرانية- فالزواج من الكتابية جائز بشرط كونها عفيفة، وما فعلته تجاهك من تقبيل قد يكون مؤشرا على كونها ليست كذلك.

والأولى بالمسلم أن يتزوج من امرأة مسلمة صالحة، تعينه في أمر دينه ودنياه، والتوافق في الدين أدعى لدوام العشرة وحسنها، لا سيما وأن الحياة مشوار طويل، تعتريه كثير من المشاكل. هذا بالإضافة إلى أن الفقهاء بينوا محاذير في الزواج من الكتابية، نبهنا على بعضها في الفتويين: 80265 ، 5315.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني