الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السنة والتطوع والنفل

السؤال

ما الفرق بين صلاة السنة و التطوع و النفل و ما أمثلة كل منهما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن السنة والنفل والتطوع أسماء مترادفة في اصطلاح قدامى الأصوليين، تطلق على ما شرع زيادة على الفرائض. وقد نص على ذلك السبكي في جمع الجوامع، والمحلي والبناني في الشرح، و السيوطي في نظم الكوكب الساطع وشرحه، والشيخ عبد الرحمن بن قاسم النجدي في شرح الروض المربع. وقد ذكروا قولا آخر لبعض المتأخرين يفصل بين الثلاثة، ومال إلى هذا التفصيل الدسوقي والخرشي في شرح خليل، وصاحب مراقي السعود وشراحه، فعرفوا السنة بأنها ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأظهره وواظب عليه ودل الدليل على عدم وجوبه مثل العيدين والوتر، فقد دل على عدم وجوبهما ما في صحيح مسلم أن أعرابيا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسلام: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرهن؟ قال: لا، إلا أن تطوع. وعرفوا النفل بأنه ما زاد على السنة والفرض، وقد نص على هذا التعريف الخرشي والدسوقي ومثاله الضحى. وعرفوا التطوع بأنه ما يعمله العبد باختياره، مما لم يثبت فيه نص بخصوصه، وقد نص عليه عبد الرحمن بن قاسم في شرح الروض، ونص عليه الأزهري ونص عليه شراح مراقي السعود. ومثاله الصلوات التي يعملها الإنسان من غير الرواتب والسنن في غير وقت النهي. وقد ذكر السبكي وشراح الجمع و السيوطي أن الخلاف لفظي، فهذه كلها تطلق على ما شرع زيادة على الفرائض، وغاية ما في الأمر أنها متفاوتة، بعضها أفضل من بعض، فأعلاها في الرتبة المؤكدة، كالوتر والعيدين، ويليه ما شرع من النوافل والرواتب، كالضحى والرواتب، ويليه ما يفعله العبد باختياره في غير وقت من التطوعات. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني