الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات التي تخرج من المرأة وأثرها على الصوم

السؤال

عندما أتحدث إلى شخص، ونتبادل الحديث بكلمات جميلة، تنزل مني إفرازات، ولا أقدر أن أتحكم بها؛ فإنا حساسة جدًّا، وبمجرد مرور فكرة، أو مشاهدة صورة، أو مقطع مثير من غير قصد؛ فإنني أتوتر، وأحس بنزول إفرازات، ولكنني أحاول أن أتناسى ذلك؛ لكيلا أصاب بوسوسة، مع العلم أنه كان عندي وسواس في الصلاة، وتبقى منه القليل، ولكن القلق يسيطر عليّ، وأشعر أنني يجب أن أغتسل، وإذا تذكرت شيئًا أو فكرت في شيء مثير، فأحس أنني يجب أن أغتسل، وأن عبادتي لن تقبل بسبب الإفرازات، وأن عليّ أن أبدل ملابسي باستمرار، فماذا أفعل؟ فهذا الشيء يزعجني، وخاصة في أيام رمضان والصوم، وأخاف أن يبطل صيامي، وبعض المرات أحلم بأشياء تثيرني، ولكنني عندما أستيقظ لا أغتسل، فهل يجب الاغتسال؟ أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه الإفرازات التي تشعرين بها تخرج بصورة عادية، وليست مرتبطة بالشهوة، فهي من رطوبات الفرج، وهي طاهرة، لا يجب الاستنجاء منها، لكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.

وأما إن كانت تخرج عند التفكير في الشهوة، فهي من المذي، وهو نجس ناقض للوضوء، وتنظر لبيان كيفية تطهيره الفتوى رقم: 50657.

وخروج المذي بمجرد الكلام، أو النظر، ليس مبطلًا للصوم، وإنما اختلف العلماء في بطلان الصوم بخروجه بالمباشرة، والصحيح أن خروج المذي لا يبطل الصوم مطلقًا، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو المفتى به عندنا، قال في حاشية الروض: وعنه -أي: عن الإمام أحمد رحمه الله- لا يفطر بالمذي. اختاره الآجري، وأبو محمد، والشيخ، واستظهره في الفروع، وصوبه في الإنصاف، وهو مذهب أبي حنيفة، والشافعي، عملًا بالأصل، وقياسه على المني لا يصح؛ لظهور الفرق. انتهى.

وإذا رأيت في منامك شيئًا، فلا يجب عليك الغسل، إلا إذا تيقنت أنه قد خرج منك المني، وصفة مني المرأة مبينة في الفتوى رقم: 128091 فانظريها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني