الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم من نسي بعض القرآن التوقف عن الحفظ حتى يراجع ما نسيه؟

السؤال

هل يجب على من نسي بعضًا من القرآن أن يتوقف حتى يراجع كل ما نسيه؟ أم يمكن للشخص حفظ الجديد مع مراجعة ما نسيه على مهل؟ وهل يجب مراجعة كل ما نسيه الشخص على الفور؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البدء نقول: إنه ينبغي للمسلم الذي أنعم الله عليه بحفظ القرآن، أو بحفظ شيء منه أن يتعاهده حتى لا يتفلت منه، كما حثت على ذلك السنة الصحيحة، ففي الصحيحين عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن نسيان القرآن بسبب الإهمال معصية، بل وكبيرة من الكبائر، كما سبق أن بينا في الفتوى: 59016.

فمن كان نسيانه عن إهمال، فعليه أن يبادر إلى التوبة إلى الله عز وجل توبة نصوحًا، وشروط التوبة موضحة في الفتوى رقم: 5450.

وتجب المبادرة إلى المراجعة للمحافظة عليه، كما قال الرملي في فتاويه: إن نسيه - وهو بالغ - تهاونًا وتكاسلًا، كان نسيانه كبيرة، ويجب عليه حفظه إن تمكن منه؛ للخروج عن المعصية. اهـ.

ولكن لا بأس بأن يجعل المسلم حصة من زمنه لحفظ الجديد اللاحق، وحصة للمحافظة على السابق، ولا يلزمه أن يجعل زمنه كله للمراجعة فيما يظهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني