الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقد قرانها على رجل لا يقوم لصلاة الفجر

السؤال

أنا معقود قراني لشاب ملتحٍ ويتقي الله في رزقه، ولكنه لا يقوم لصلاة الفجر، ولا يوجد سبب قوي لعدم استيقاظه، ويرفض أن يوقظه أحد. فما هو حكم الشرع في سلوكه هذا؟ مع العلم بأنه قد نصح كثيرًا، وهو يشعر بالذنب، ولكن لا يحاول، فما يجب أن يكون موقفي منه؟ وهل إذا استمر هكذا يصلح أن يكون زوجًا صالحًا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت من التحاء زوجك وتقواه في الرزق وشعوره بالذنب لتأخيره صلاة الفجر، أدلة على طيب نفسه، وربما يكون الشيطان هو الذي لعب به، فقد ثبت أنه يسعى لتنويم الإنسان ليفوت عليه فضل قيام الليل وصلاة الفجر في الجماعة.

روى عبدالله رضي الله عنه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح، قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه. متفق عليه. وروى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.

ثم ما ذكرت من رفضه أن يوقظ للصلاة، هو مما يشكك في استقامته، وعليه، فلا يمكن الجزم بأنه سيكون زوجًا صالحًا أو غير صالح.

وعن موقفك منه، فإن كان عقد القران تم بينكما -وهو المتبادر من صيغة السؤال- فمعنى ذلك أن الأمر قد انقضى وليس لك إلا أن تعالجي مسألته بدوام النصح والتذكير، وتتوجهي إلى الله بالدعاء له وتصبري.

وإن كان العقد لم يتم بعد، وإنما حصلت مواعدة به فقط، فالأحوط لك أن تتثبتي وأن لا تتعجلي في الاقتران به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني