الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرشد الله عباده أن يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب

السؤال

قدمت لي زوجتي خدمة؛ إلا أنه وقع سوء تفاهم معها، ثم تصالحنا، وقلت لها: يعطيك الصحة، وهي كلمة شكر، نقولها في عرفنا، وفيها حذف، والأصل هو: الله يعطيك الصحة، إلا أنها قالت لي: اذهب وتحمّم بها، بمعنى اغتسل بها، بمعنى لست بحاجة لهذا الشكر، فقلت لها: لا تقولي هذه الكلمة، فالله يرزقك الصحة، وأنت تردينها، فقالت لي: حاشا لله أن أقصد بكلامي الله، وإنما أقصدك أنت، فلست بحاجة إلى عبارتك ودعائك، فما الحكم في قولها؟ وهل يترتب عليه شيء؟ وهل هو ازدراء واستهزاء بمشيئة الله عزو جل؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا القول على الوجه المذكور ليس فيه استهزاء بمشيئة الله تعالى، ولا يترتب عليه شيء من هذا القبيل، ما دامت زوجتك قد أخبرتك أنها لا تقصد هذه المعاني الباطلة، لكن ينبغي على زوجتك أن تتخير الألفاظ الطيبة، والمعاني الحسنة، وأن ترد التحية بمثلها، أو خير منها، وتقابل الدعاء الصالح، أو الشكر بمثله، وتجتنب مثل هذه العبارات غير اللائقة، ولا سيما في مخاطبة الزوج.

وقد أرشد القرآن العباد أن يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ حتى لا يدعوا مجالًا للشيطان ليفسد بينهم، قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني