الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراتب بر الوالدين تتفاوت باختلاف الأحوال والأعراف

السؤال

والدي طلق أمي منذ خمس عشرة سنة، ولم يصرف علينا طيلة هذه الفترة، والوالدة هي من تصرف علينا. علما أن لديه زوجة أولى، ولديه أبناء منها. وهو ظالم في المعاملة بيننا وبين إخوتي الذين من الزوجة الأولى؛ يصرف عليهم، ويلبي حاجاتهم، وكأننا لسنا إخوانا من الفرق في المستوى المعيشي، وكلما نطلب منه مالا يرفض.
والحمد لله، والدتي دائما تحثنا على بره وزيارته، أريد أن أحسن في بر والدي، فما هو أفضل البر؟ هل أعطيه مبلغا شهريا على حسب استطاعتي؟ أم أكتفي بزيارته من حين إلى حين؟
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الأب أن ينفق على أولاده المحتاجين للنفقة بالمعروف، وأن يعدل بينهم في الهبة، ولا يفضل بعضهم على بعض دون مسوّغ.
لكن لو فرض أنّ الأب قصّر فيما عليه من النفقة الواجبة، أو فضل بعض ولده على بعض دون مسوّغ، فإنّ هذا لا يسقط حقّه من البر، والمصاحبة بالمعروف، وقد أحسنت أمّك -جزاها الله خيراً- بحثك على بر والدك، واعلم أنّ برّ الوالدين من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات، وكيفية البرّ ومراتبه تختلف باختلاف الأحوال والأعراف، فالوالد الفقير غير الوالد الغني، والصحيح غيرالمريض وهكذا، فأحياناً يكون الإنفاق على الوالد أولى أنواع البر، وأحياناً تكون الزيارة أولى من الإنفاق، فينبغي الحرص على الإحسان إلى الوالدين بإيصال النفع الأخروي والدنيوي، وإدخال السرور عليهما، مع الأدب والتوقير، والحذر من إيذائهما بقول أو فعل. وراجع الفتوى رقم: 66308.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني