الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من استدان في صغره ولا يعلم أصحاب الدين

السؤال

عندما كنت صغيرة كنت في دوله ثانية وكنت أذهب لمقصف المدرسة وأشتري أغراض ولا أدفع بعلم من يعمل هناك وفي بالي أنني سأدفع ولكن قدر الله وسافرت من تلك الدولة وهذا من أكثر من عشر سنوات ولا أعلم كم مرة أخذت منه وكم المبلغ الذي اشتريت به وأصبح يقلقني لأنني أفكر أنني علي دين
هل اعتبر كذلك أم لا وماذا يجب علي فعله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإنسان لا يعتبر مكلفا حتى يبلغ، ولا يحاسب على ما فعله في طفولته؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه الترمذي.

ومع ذلك فلا تضيع حقوق الناس، فما استدانه الطفل، أو أتلفه وهو صغير، فيتعلق بذمته بعد بلوغه، وعليه أن يرد هذه الحقوق إلى أصحابها.

وعليه؛ فقدري ما يغلب على ظنك أنه مساوٍ للمشتريات التي أخذتها في صغرك، فإن استطعت أن ترجعي هذا المال لأصحابه، فيجب عليك بذله لهم إلا أن يعفوا عنك.

وأما إن تعذر عليك ذلك، ولم تستطيعي معرفة أصحاب هذا الحق، ولا إيصاله إليهم؛ فقد قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا{البقرة:286}. فتصدقي بمقدار هذا المال في أبواب الخير، ناوية ذلك عن أصحاب هذا الحق.

وننبه السائلة -وفقها الله- أن الشيطان قد يهول للمسلم بعض المفاهيم الشرعية كالتحذير من التساهل في الديون؛ ليوصله إلى الحزن والكآبة، واليأس، وليصده عن الأعمال الصالحة، وعن ما ينفعه في دنياه وآخرته.

ولمزيد فائدة، تنظر الفتاوى التالية أرقامها: 39245، 267553، 26195.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني