الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج من وقع في العشق في فترة الدراسة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 19 عامًا، تربيت كل عمري في بلاد الحرمين بقرب المسجد، وكنت محافظًا على الصلاة، وملتزمًا دينيًّا بكل الصور -ولله الحمد-، اضطررت إلى أن أهاجر إلى بلاد الكفر؛ لصعوبة الظروف الحياتية، وأحببت فتاة مسلمة محجبة، محافظة على صلاتها، ووقعنا في الحرام: اللمس، ولم نصل للزنى -ولله الحمد-، وبعد مرور بعض الوقت، اتفقنا أن هذا لا يرضي الله عز وجل، ومن وقتها لا أستطيع النوم، والأكل، والشرب، وأشعر بالذنب، والشوق الشديد إليها في نفس الوقت، ووالله لا أعلم ماذا أفعل: هل أطلب من أهلي وأهلها أن يخطبوها لي، أم أبقي ما لديّ لنفسي، وأتعايش مع الوضع؟
أيامي امتلأت بالهموم، وكل ما أريده هو راحة البال، والعفة، والستر، وحفظ الفرج؛ لأستطيع أن أعيش، وأكمل تعليمي، فكلما خرجت من المنزل فإني أصارع نفسي من المناظر التي أراها من فجور، وفسوق، وتعرٍّ، وإن كان الجواب: الزواج، ولم يتوفر لي، فماذا أفعل؟ شكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فها هنا أمور: فمنها: أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز، إلا لمن أمن الفتنة، وقدر على إقامة شعائر دينه، فإن لم يتوفر لك هذا الشرط، فارجع إلى بلادك ديار الإسلام، حيث تأمن على نفسك من الفتنة.

ومنها: أن العشق داء، على المسلم الحرص على الابتعاد عن أسبابه، والتخلص منه إن أصيب به، وراجع لبيان علاج العشق، الفتوى رقم: 328249.

ومنها: أن أنفع الأدوية لما تعاني منه، هو الزواج بتلك الفتاة- إن أمكنك-، فكلّم أهلك، واسعَ للزواج منها قريبًا ما دمتما متحابين.

فإن لم يتيسر لك ذلك، فلا حيلة إلا الصبر، وعليك بالأدوية النبوية لهذا الداء، كالدعاء، والإكثار من الصيام، والحرص على غض البصر، وفعل الطاعات، واجتناب المحرمات، وصحبة أهل الخير، ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني