الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا في ال 28 من عمري، تقدمت للزواج من فتاة على دين وخلق. وكان الموضوع في البداية بلا مشاكل، لكن والدتها رفضت بشدة لسببين:
الأول: هو أني كنت قد كتبت كتابي فقط بدون دخلة على فتاة، ولكن لم يحدث نصيب، وتم الانفصال، مع العلم أن السبب في الانفصال البنت وليس أنا، والله يعلم أني لم أقصر، وتم شرح الموضوع بالكامل لوالدة العروس، واقتنعت جدا أني لست سبب الانفصال، وأني لم أقصر.
السبب الثاني: سبب مادي، وهو أني لست من عائلة غنية، مقارنة بمن تقدم قبلي، لكني ميسور الحال، ولدي كل الإمكانيات للزواج.
أعمل عملا جيدا جدا، لدي شقه أملكها في مكان راق، ولدي سيارة، ولدي راتب يكفي لبداية حياة بشكل محترم.
حاولت بكل الطرق إقناع والدتها، لكنها ترفض، وأنا على تعلق شديد بالفتاة، ويشهد الله على ما في قلبي من حبها.
لقد حاولت ولمدة 10 أشهر إرضاء والدتها، ولكنها ترفض بكل الطرق.
ما الحل؟ وهل لها الحق فيما تفعله معنا؟
لا يوجد سبب ديني أو أخلاقي للرفض، مع العلم أنها تقول إني أفضل من تقدم إلى بنتها، وأني أستحق أحسن منها، لكن كل شيء نصيب!!
هل هذا يرضي الله ورسوله؟ هل أنا مضطر لأقبل بهذا الظلم بدون أي سبب مقنع؟
أرجو الرد وأرجو توجيه رسالة إليها؛ لأني سأرسلها لها لعل فتواك تكون سببا في هداية والدتها، وخاصه أنها على قدر من التدين.
آسف على الإطالة، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي على الفتاة إذا تقدم إليها من ترضى دينه وخلقه، أن تقبل به، عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ، فَزَوِّجُوهُ. إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه والترمذي.

والراجح أنّ هذا الأمر للندب وليس للوجوب، فلا إثم على المرأة ولا على أوليائها في رد الخاطب ولو كان صاحب دين وخلق.

قال المناوي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث: فزوّجوه إِيَّاهَا ندباً مؤكداً. اهـ.
لكن إذا قبلت الفتاة خطبتك، وكنت كفؤاً لها، فليس من حق أوليائها -فضلاً عن أمها- منعها من ذلك دون مسوّغ، وإذا منعها وليها الزواج في هذه الحال كان عاضلاً لها، ومن حقها رفع أمرها للقاضي ليزوجها، أو يأمر وليها بتزويجها. وراجع الفتوى رقم: 204073
ونصيحتنا لوالدة هذه الفتاة ألا تمنعها من زواجك دون مسوّغ، ونصيحتنا لك إذا لم يرض أهل الفتاة بخطبتك أن تنصرف عنها وتبحث عن غيرها، ولعل الله يعوضك خيراً منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني