الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز كتابة صنع في الدولة الفلانية إذا كان التجميع هو الذي حصل فيها فقط؟

السؤال

أريد فتح مصنع تجميع في تركيا، وأجلب جميع القطع المطلوبة للتصنيع من الصين، فهل يجوز أن أكتب: "صنع في تركيا أم لا"؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالناس يفرّقون بين الصناعة وبين التجميع، ويعتدون بالفرق بينهما عند الشراء، بل ويختلف السعر باختلاف الأمرين، والشركات الصناعية التي تحافظ على سمعتها، ونزاهتها، يفرقون عند الكتابة على السلع بين مكان التجميع وبين مكان التصنيع.

وإذا كان الأمر كذلك، وكانت البضاعة مصنوعة في الصين، والتجميع في تركيا، فليس من الصدق أن تكتب عليها: "صنع في تركيا"، بل هذا من الكذب، والغش -فيما نرى- فتحرّ الصدق -أخي السائل- لعلك أن تكتب عند الله صديقًا؛ ففي الحديث المتفق عليه: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ, وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ, وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ, وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ, حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا.

ولعل الله تعالى أن يبارك لك في تجارتك؛ فإن الصدق في البيع والشراء سبب للبركة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في المتبايعان: فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا، مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا. متفق عليه.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني