الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا زوجة ثانية، وأريد أن أستفتيكم جزاكم الله خيرا.
أنا أعاني من مرض المس، وقد شوه جسمي، وأسقطت حملي، وتعذبت عذابا شديد كدت أفقد فيه حياتي. وزوجي -جزاه الله خيرا- يرقيني ويساعدني، وفي نفس الوقت لم يأخذ يوما واحدا من حق زوجته، رغم أنني مريضة، بل بالعكس أنا لي عليه عيدان وشهر وعشرة أيام حق لم يعطيني إياه بعد، وأنا أقيم ببلد، وزوجته ببلد آخر.
عندما يكون عندي يتحدث معها حسب حاجتها ولا أتدخل، ولكن عندما يذهب إليها دائما تفتعل مشاكل إذا هو حدثني، رغم أنني مريضة، وأقيم ببلد أجنبي ليس لي فيه أقارب ولا أصحاب. وتقسم بالله أنه يظلمها إذا تحدث معي أكثر من نصف ساعة، وهي عندما يكون معي تتحدث معه حتى ساعة ونصف، وهي تقيم مع أهله وليست مريضة، وتريده ألا يكتب لي رسائل ليعلم إذا كنت بخير أم لا؟ وتقسم أنه إذا لم يفعل ما تريد فهو يظلمها. فما رأيكم جزاكم الله خيرا؟
كما أنها تقول إن لها أولادا، وبالتالي لها حقوق أكثر مني في الوقت والقسمة.
فهل هذا صحيح شرعا، أم تجب القسمة بالليلة والوقت على أساس كل زوجة؟
كما أريد أن أعرف إذا ذهب زوجي إليها في عيد الفطر، وقضى معها أياما قبل العيد، وبعد العيد.
فهل يحق لي في عيد الأضحى الذي هو دوري في العيد، ولأول مرة سيعطيني إياه مند ثلاث سنوات.
فهل يحق لي أن أطلب منه أن يمكث معي قبل العيد وبعده مثلما فعل معها؛ لأشعر أنني أنا أيضا زوجته وأشعر بالعدل؟
وأخيرا أريد أن أعرف هل يجوز لضرتي أن تقدفني أنني أسحر زوجي -والعياد بالله- أمامه وهو يسمع، وقد تغير وقتها زوجي تغيرا غريبا من كلامها؟
وهل يجوز أن تقول له إنني جعلت والديه يسخطان عليه؛ لأنه تزوج مني، كأنني قمت بحرام؟
وهل يجوز أن تقول إنني أريد أن أفرقه عن عائلته، رغم أنهم لم يشهدوا مني أي شر، ولم يؤخذ من حقهم شيء بسببي، بل بالعكس علاقته بوالديه بعد زواجه مني أصبحت أحسن بشهادتها.
فهل يحق لها أن تتهمني بهذا وأمام والديه؟
وزوجي عندما تتحدث كثيرا وتقسم أنه يظلمها، يصدقها أحيانا. وآخر مرة كان عندها وكنت حاملا ومريضة، أغلق الهاتف، وقال لي إنني خطر على عائلته، وكنت وقتها أنزف، ولا أحد معي ليساعدني حتى أسقطت حملي.
فهل يجوز ما تفعله في حقي؟
وجزاكم الله خيرا.
وأرجو أن تدعو لي بالشفاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من حق ضرتك اتهامك بعمل السحر لزوجكما من غير بينة في ذلك، أو أن تتهمك بمحاولة التفريق بين زوجك وبين عائلته؛ لأن هذا من سوء الظن، وهو مما حذر منه رب العالمين سبحانه وتعالى حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.... {الحجرات:12}. فيجب أن تنصح في ذلك وتذكر بالله، وعلى زوجك -خاصة- أن يردعها عن مثل هذا التصرف.

ولا يجوز لضرتك أن تتهمك بأنك قد تسببت في إسخاط والديه عليه. وإن كان والداه قد سخطا عليه لمجرد زواجه منك، فلا لوم عليك في ذلك. ولا يحق للوالدين منع ابنهما من الزواج من ثانية لغير مسوغ شرعي، بل قد يكون الزواج من ثانية واجبا في بعض الحالات، كأن لم تعفه الواحدة فيتزوج من ثانية وجوبا، ولا يجوز له طاعة والديه في هذه الحالة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. وانظري الفتويين: 18399، 76303.

ويجب على الزوج أن يعدل بين زوجتيه وإن كانتا في بلدين مختلفين، كما نص على ذلك الفقهاء، وسبق أن ضمنا الفتوى رقم: 56440 كلامهم بهذا الخصوص.

ولا دخل للأولاد فيما يتعلق بالقسم بين الزوجتين، فلا يقسم لمن لها أولاد أكثر من الأخرى التي لا أولاد لها مثلا.

وبخصوص يوم العيد، فهو كسائر الأيام يكون للتي هو في نوبتها، وإذا رضيت من لها النوبة يوم العيد أن تتنازل عنه لضرتها، فلا حرج في ذلك.

وللزوج إذا كان مع إحدى زوجتيه أن يتواصل مع الأخرى عند الضرورة، أو الحاجة، لتفقد أحوالها، على أن لا يتعدى قدر الضرورة أو الحاجة. ولتراجع الفتوى رقم: 197235.

ونوصيك في الختام بالصبر، وتسلية نفسك بالذكر، وأن تحرصي على مصاحبة الصالحات من النساء؛ ليكن عونا لك عند غياب زوجك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني