الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيه لمن اكتشف أن زوجته تغتاب والدته

السؤال

اكتشفت بالصدفة أن زوجتي تسبّ والدتي مع أختها على الواتساب، وفي وجه والدتي تضحك، وتعاملها معاملة جيدة، ووقع هاتفها في يدي بالصدفة، ولم أكن أفتش فيه، بل نسيت المحادثة ولم تغلقها، ووجدت كلامها مع أختها وهي تسب والدتي، فماذا أفعل؟ أرجو إفادتي؛ لأني أصبحت لا أطيقها الآن، ولم أصارحها أني علمت أنها تتكلم مع أختها عن والدتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا أن كل بني آدم خطاء، ولا يعرى أحد من الذنب، ولكن خير الخطائين الذين يبادرون بالتوبة إلى الله تعالى، فليكن غضبك لله تعالى، وحزنك على ما وقعت فيه زوجتك من مخالفة أمر الله تعالى.

واسعَ في تدارك هذا الخطأ باللين، والرفق، وناصحها بالحكمة، والموعظة الحسنة، وبالطريق الذي تراه أمثل.

فإن استدعى الحال أن تبين لها أنك وقفت صدفة على هذه المحادثة، وأنك تأذيت بذلك، ثم تنصحها، وتأمرها بالتوبة إلى الله تعالى، وتبين لها أن ما فعلته أقل أحواله أن يكون غيبة محرمة، هي من كبائر الذنوب، وتوصيها بكثرة الاستغفار لأمّك، ولغيرها ممن وقعت في غيبته؛ لئلا يأخذ من حسناتها يوم القيامة، وراجع الفتوى رقم: 171183 في بيان كيفية التوبة من الغيبة.

وإن كان هذا الطريق يفضي إلى مفسدة، فاجعل نصحك بطريق غير مباشر، بأن تحدثها عن خطر الغيبة، أو تهدي لها كتابًا في هذا الشأن، أو تسمعها محاضرة بخصوصه، قيامًا منك بالنصح لله تعالى، ولعباده، ونهيًا عن المنكر ما وسعك ذلك، والله يهديها، وسائر المسلمين لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني