الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العائد من حساب التوفير

السؤال

أعمل بشركة بقطاع خاص، واتفقت الشركة مع أحد البنوك على فتح حسابات للموظفين لتحويل الراتب (حسابات توفير) لكن تلك الحسابات بعائد سنوي مقداره 7.25% ثابتة، مقسمة كل ربع سنة، ويتم إضافتها للحساب آليا.
علمت من موقعكم الموقر أنها أموال محرمة؛ لأنها ربا. أريد أن أعلم ماذا أفعل بتلك المبالغ التي تم إضافتها للحساب. هل يجوز التصدق بها؟
سؤال آخر: ما هو الحل البديل للادخار، مع المحافظة على القيمة النقدية للمال، علما بأننا في مصر نعاني من التضخم الهائل، ومدخراتي بسيطة لا تسمح بالإجارة مثلا؟
شكرا لكم على إفادتكم. وآجركم الله حسن الثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء: سبق أن بينا الفرق بين حساب التوفير في البنك الإسلامي، وفي البنك الربوي، في الفتوى رقم: 165019.

فإن كان البنك الذي فتحت فيه حسابك إسلاميا، يتعامل وفق الشريعة الإسلامية، فإن العائد من حساب التوفير ليس محرما، ويجوز لك الانتفاع به. وأما إن كان بنكا ربويا، فهو محرم، ولا يجوز الانتفاع بتلك الفائدة، ويتعين التخلص منها بإنفاقها في وجوه الخير، فيوزع على الفقراء والمساكين، أو يجعل في مصالح المسلمين العامة، بنية التخلص منها؛ لأنه من الربا المحرم شرعا، إلا إذا كنت جاهلا بتحريمه؛ فإن من العلماء من يرى جواز انتفاعك به، وانظر الفتوى رقم: 373732 فيمن ربح مالا من منافع محرمة جاهلا، ومثلها الفتوى رقم: 363388.
وأما الحل البديل، فهو فتح حساب في بنك إسلامي، فإن تعذر فاحتفظ بمالك في بيتك، أو في غيره من الأماكن الآمنة، فإن خفت عليه السرقة، فلا حرج عليك في فتح حساب في بنك ربوي، ولكن في حساب جاري، ليس من ورائه فوائد ربوية، وليس حساب توفير، مع التأكيد أن فتح حساب في البنك الربوي ممنوع في الأصل، ولو دون فوائد ربوية.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: إيداع المال في البنوك التي تتعامل بالربا لا يجوز، وإن لم يؤخذ عليها فائدة، لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. اهـ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني