الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل من مال الوالدين الذي يشك في مصدره

السؤال

أمّي كانت قديمًا تأخذ راتبًا بلا عمل (السعودة) لاحتياجها إليه، فأمّي كبيرة السن قليلًا، وقد كانت تطلب مني الأكل، والانتفاع من هذا المال، وكنت لا أطيعها في ذلك؛ لعلمي بحرمة هذا المال من موقعكم الكريم، فهل فعلي صحيح؟ وما حكم انتفاعي الآن بما اشترته من أجهزة، وغيرها من الأشياء بهذا المال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يمكننا الجزم بحرمة هذا الراتب في حق والدتك بخصوصها، فهذا يتطلب معرفة تفاصيل غير مذكورة في السؤال.

وعلى أية حال؛ فالتحايل على نظام العمل، وأخذ راتب بغير حق: لا يحل لصاحبه. ولكن إن تعاقد على العمل، وبذل نفسه له، ولكن صاحب العمل أعفاه، ولم يطلب منه شيئًا، وكان هذا الراتب من الشركة، لا من الدولة، فلا حرج عليه فيه، وانظري الفتوى رقم: 175373، والفتوى رقم: 264094 وما أحيل عليه فيها.

وعلى ذلك؛ فإن كانت السائلة جازمة بحرمة هذا المال عن علم، وبصيرة، فامتناعها عن الانتفاع بما اشتري بعينه - طعامًا كان أو غيره -، صحيح.

وأما إن كانت غير جازمة، أو ليس عندها على ذلك حجة شرعية، ففعلها ليس بصحيح، إن كان ذلك يؤذي والدتها، فإن أكثر أهل العلم على طاعة الوالدين في الشبهات، قال الغزالي في الإحياء: أكثر العلماء على أن طاعة الأبوين واجبة في الشبهات، وإن لم تجب في الحرام المحض، حتى إذا كانا يتنغصان بانفرادك عنهما بالطعام، فعليك أن تأكل معهما؛ لأن ترك الشبهة ورع، ورضى الوالدين حتم. اهـ. وراجعي الفتوى رقم: 285715.

ونعتذر عن جواب بقية الأسئلة؛ عملًا بسياسة الموقع في عدم الجواب إلا على السؤال الأول من الأسئلة المتعددة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني