الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ظلم زملاءه قبل البلوغ، وأثر دعاء والديّ المظلومين عليه

السؤال

كنت ظالمًا لزملائي الذين أعمارهم 6 سنوات، وكان عمري 13 سنة، ولم أكن بالغًا، فقد كنت أستدعيهم لتقبيل قدمي؛ مقابل أن يلعبوا معي بألعابي، وكانوا يقبلون قدمي، فهل دعوة أحدهم، أو والد أحدهم، تؤثر عليّ الآن في الوقت الحاضر؟ فأنا عمري 20 سنة، ولديّ رغبة جنسية في تقبيل أقدام النساء (فيتشية القدم).

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله يعافيك، وأن يرفع عنك هذا البلاء، والذي ننصحك به هو الإعراض عن التفكير في هذا الموضوع، والاشتغال بطاعة الله تعالى، وبما ينفعك من أمر دينك وديناك.

وأما ما سلف تجاه أولئك الأطفال قبل بلوغك: فإن الصبي قبل البلوغ غير مكلف، وانظر في هذا الفتويين التاليتين: 311017، 78713، فلا إثم عليك فيما فعلت.

ومن الحسن الدعاء، والاستغفار لهم؛ لتجبر به حقهم إن كان لهم عليك حق، قال ابن تيمية: التوبة من أعظم الحسنات، والحسنات كلها مشروط فيها: الإخلاص لله، وموافقة أمره باتباع رسوله. والاستغفار من أكبر الحسنات، وبابه واسع. فمن أحس بتقصير في قوله، أو عمله، أو حاله، أو رزقه، أو تقلب قلب: فعليه بالتوحيد، والاستغفار؛ ففيهما الشفاء، إذا كانا بصدق وإخلاص. وكذلك إذا وجد العبد تقصيرًا في حقوق القرابة، والأهل، والأولاد، والجيران، والإخوان. فعليه بالدعاء لهم، والاستغفار. اهـ.

وأما التفكير في دعاء والديهم عليك، فلا يظهر أن له كبير فائدة، بل هو مجرد وسوسة، فما الذي يدريهم بما صنعت بعد هذه المدة الطويلة؟! ولو فرضا أنهم دعوا عليك: الظاهر أن دعاءهم عليك غير مستجاب؛ لأنه دعاء بغير حق؛ لأنك غير مؤاخذ فيما فعلت؛ لكونك لم تبلغ، وانظر الفتوى رقم: 320239.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني