الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل

السؤال

عندي إشكالات في فهم حديث القدسي: قسمت الصلاة.
الأول: قوله: هذا بيني، ولم يقل هذه؛ لأنها آية فتحتاج لضمير المؤنث.
الثاني: قوله بعدها: ولعبدي ما سأل، مع أن العبد لم يسأل شيئا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا إشكال بحمد الله فيما ذكرته، فأما التعبير عن الآية بلفظ هذا؛ فلأن المراد القول، وهو مذكر، وكأن المعنى: هذا القول الذي قاله العبد بيني وبين عبدي، أو أن المعنى على ما قال بعض الشراح: هذا التذلل والخضوع المنبئ عنه هذا القول، بيني وبين عبدي.

قال في مرعاة المفاتيح: (هذا بيني وبين عبدي): قال القرطبي: إنما قال الله تعالى هذا؛ لأن في ذلك تذلل العبد لله تعالى، وطلبه الاستعانة منه، وذلك يتضمن تعظيم الله وقدرته على ما طلب منه. وقال الباجي: معناه أن بعض الآية تعظيم للباري، وبعضها استعانة على أمر دينه ودنياه من العبد به. انتهى.

ولفظ أبي داود في هذا الحديث: فهذه لعبدي. وعليها، فلا إشكال.

وأما قوله: ولعبدي ما سأل. فمراده ما يدعو به العبد بعد هذا من طلب الهداية إلى آخر السورة؛ ولذا قال في المرقاة: ولعبدي ما سأل، أي: بعد هذا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني