الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتراك في مسابقة مع دفع مال لوسيط لتسجيل أناس باسم المشترك لزيادة فرص ربحه

السؤال

أنا مسجل في موقع مسابقة إلكترونية، اسمها: مليونير العرب، ونظامها هو أنها تعطي لكل مشترك مجموعة أسئلة في مجالات شرعية، والربح فيها عن طريق السحب العشوائي، أي أنه كلما شاركت أكثر تكون فرصتك للربح أكبر، علمًا أن الاشتراك فيها مجاني، زيادة على ذلك يقول الموقع: كلما سجل شخص تحت رابط الإحالة الخاص بك تعطيك عددًا من الفرص المجانية؛ مما يزيد من احتمال فوزك أكثر، وهنا تكمن المشكلة، وهي أنه يصعب إقناع شخص بالتسجيل تحت رابط الإحالة؛ لذلك أردت اللجوء إلى موقع آخر، اسمه: (فايفر)، يقدم خدمة التسجيل تحت رابط الإحالة مقابل عمولة، علمًا أنه منفصل عن أعضاء الموقع الأول، فهل يجوز لي أن أشتري إحالات من أشخاص يعملون بصفة مستقلة في منصة موقع: (فايفر)؛ لاستعمالها كفرص إضافية لزيادة احتمال الربح في الموقع الأول محل السؤال؟ علمًا أن الموقع الأول بالإضافة إلى ما سبق يحتوي على الآتي:
1- عندما يسجل 25 شخصًا باستخدام رمز الإحالة الخاص بي، فإنني أدخل آليًّا في السحب على جائزة نقدية مجانًا.
2- عندما يفوز أحد الأشخاص من الذين سجلوا تحت رمز الإحالة الخاص بي، أو شخص سجل تحت رمز الإحالة الخاص بشخص من الذين سجلوا برمز الإحالة الخاص بي، أفوز أنا كذلك بمبلغ أقل من المبلغ الذي فاز به ذلك الشخص.
3- يعطي الموقع فرصًا مجانية عن كل عملية إيداع.
أما بالنسبة لموقع: (فايفر) الذي يقوم فيه أشخاص بالتسجيل تحت رابط الإحالة الخاص بي، فلو قام شخص بإيداع عمولة نظير الحصول على فرص للربح، فهل المال الذي أربحه حلال أم حرام؟ علمًا أن هؤلاء الأشخاص يعملون بصفة مستقلة في موقع: (فايفر) الوسيط في عمليات بيع وشراء الخدمات، وليسوا أعضاء فيه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فإن كنت تسأل هل يجوز لك الاشتراك في المسابقة مع كونك ستدفع مالًا للوسيط الذي يقدم خدمة التسجيل تحت رابط الإحالة الخاص بك، ولن تدفع للجهة المنظمة للمسابقة، فجوابه:

أنك ما دمت ستتكلف بذل هذا المال من أجل الفوز بالجائزة، فإنك ستدخل من حيث المعنى في دائرة القمار، ولو كان الدفع لجهة ثالثة غير الجهة المنظمة للمسابقة؛ لأن حقيقة القمار التردد بين الغنم والغرم، وهذا حاصل في هذه الصورة، جاء في الموسوعة الفقهية : وَقَال الْمَحَلِّيُّ: صُورَةُ الْقِمَارِ الْمُحَرَّمِ التَّرَدُّدُ بَيْنَ أَنْ يَغْنَمَ وَأَنْ يَغْرَمَ، وَقَال مَالِكٌ: الْمَيْسِرُ: مَيْسِرَانِ، مَيْسِرُ اللَّهْوِ، وَمَيْسِرُ الْقِمَارِ، فَمِنْ مَيْسِرِ اللَّهْوِ: النَّرْدُ، وَالشِّطْرَنْجُ، وَالْمَلاَهِي كُلُّهَا، وَمَيْسِرُ الْقِمَارِ مَا يَتَخَاطَرُ النَّاسُ عَلَيْهِ. وَبِمِثْل ذَلِكَ قَال ابْنُ تَيْمِيَّةَ .. اهـــ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني