الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أسأل عن حكم نداء الرجل من يظن حضوره، والطلب منه، وإذا شك فنادى، وطلب، فهل ذلك شرك؟ وما حكم نداء الرجل في الصحراء: "يا عباد الله"، يقصد تنبيه الحاضرين، أو أن يكون هناك أحد؛ ليدله؛ لأنه تائه مثلًا، وهو لا يعلم أهناك خلق أم لا؛ فهل ذلك شرك؟ وما الضابط الدقيق لمسألة دعاء الغائب، ومعنى الطلب، ومعنى النداء الحقيقي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ضابط الاستغاثة الشركية، هي: أن يُستغاث بمخلوق، فيما لا يقدر عليه إلا الله، كما تراه مبينًا في الفتوى رقم: 368023.

وأما نداء الغائب: فإنما يُمنع بشرطين:

أن يكون النداء حقيقيًّا لا مجازيًّا، وأن يكون المقصود به الطلب من المنادى، ما لا يقدر عليه إلا الله، قال السَّهسواني في صيانة الإِنسان عن وسوسة الشيخ دحلان:

المانعون لنداء الميت، والجماد، وكذا الغائب، إنما يمنعونه بشرطين:

(الأول): أن يكون النداء حقيقيًّا، لا مجازيًّا.

و(الثاني): أن يقصد ويطلب به من المنادى ما لا يقدر عليه إلا الله من جلب النفع، وكشف الضر ... إلخ.

وقال -أيضًا-: إنما نكفِّر بالنداء الحقيقي الذي يطلب فيه من الأموات، والجمادات، ما لا يقدر عليه إلا الله. انتهى.

وقال أيضًا: دلالة ما جاء من الآثار على جواز نداء الأموات، والجمادات نداء حقيقيًّا، بحيث يطلب فيه منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ممنوعة، ومن يدّعي فعليه البيان، وأما مطلق النداء، فلا يمنعه أحد. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 245242.

وبناء على هذا؛ يتبين أن كل ما ذكرته في سؤالك، ليس من الشرك في شيء.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 7775.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني