الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب تطهير الفراش الذي حصل عليه الجماع؟

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، وأعاني من الوسواس القهري في الطهارة والنظافة. بدأت أتعالج عند طبيبة نفسية؛ لسوء الوضع الذي وصلت له. أشعر ببعض التحسن منذ أن بدأت العلاج، لكن ما زالت هناك مشكلة كبيرة، وتهدد استمرارية زواجي وهي العلاقة الزوجية (الجماع) أتهرب دائما من زوجي، ولا أقوم بواجباته الشرعية إلا ما ندر بسبب تعب التطهير والتنظيف، والتغسيل الذي يلحق العلاقة، ووصل زوجي لمرحلة لم يعد يتحملني، وله الحق في ذلك.
قرأت كثيرا من الفتاوى على موقعكم، لكن لم أصل لفتوى تساعدني، بالله عليكم ساعدوني، فو الله تعبت والاكتئاب بدأ ينهشني.
أرجو منكم مساعدتي بتوضيح كيف يمكنني أن أقوم بالواجب الشرعي (الجماع) دون وسوسة وتوتر، وتفكير بما يتبع هذه العلاقة من تنظيف وغسل جميع الأشياء بغرفة النوم، وكيف أتوقف عن فكرة انتقال النجاسة وعدم طهارة الأشياء وكثرة التفكير بهذا الشيء.
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تطيعي زوجك إذا أراد جماعك، ولا يجوز لك أن تمتنعي للسبب المذكور.

والأمر أيسر بكثير مما تتوهمين، فإنه لا يجب عليك تطهير شيء من الفرش ونحوها، إلا ما تيقنت يقينا جازما أنه أصابته نجاسة كالمذي وأردت الصلاة عليه. وما لم تريدي الصلاة عليه، فلا يلزمك تطهيره أصلا، وما شككت في إصابته بالمذي فلا يلزمك تطهيره كذلك؛ لأن الأصل طهارته.

وأما ما عدا المذي من الإفرازات التي قد تخرج في هذه الحال كرطوبات الفرج، أو المني؛ فإن كل ذلك طاهر -على الراجح- ومن ثم فلا يلزم تطهيره، فهوني عليك، وتعاملي مع الموضوع بصورة عادية طبيعية، ولا تكترثي لهذه الوساوس، ولا تعيريها اهتماما، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني