الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعظم سبل إصلاح القلب، وحصول النجاة

السؤال

أسالكم بالله أن تردوا بأسرع وقت؛ فإني بحالة جدا صعبة. إني أعاني من أمرين:
الأول: ولله الحمد هداني الله، وأنا في الثالثة عشر من عمري، وأنا فرحة جدا بهدايته لي، والله إنه أذاقني اللذة والاستقامة، ثم فترة بعد فترة سلبت مني، وأنا أحزن كثيرا كثيرا على ما قد سلب مني، وتأتيني وساوس وأمور. المهم أني أحس ببعد عن الله، بعد شديد، مع أني لم أعد إلى تلك المعاصي التي كنت عليها، بالعكس لكني أحس بالبعد.
أصلي صلواتي على وقتها بعد الأذان لكني لا أخشع، لا أخاف الله، قلبي لم يعد يحب الله كما كان، أصبح قلبي منغمسا في الدنيا وملذاتها وأمورها، وإني أخاف على نفسي من أن أموت وأنا هكذا، وهذا أمر جدا صعب علي، ولصغر سني وقلة علمي بهذه الأمور، وأنا أحاول وأبحث، لكني لا أجد من يفهمني ويرشدني إلى الطريق الصحيح. أرجو الإجابة.
الثاني: أحس بحب الدنيا الزائد، وعندما أرى محاضرات دينية يلفت انتباهي أشياء أخرى أو أمور أخرى، وتنقلب نيتي من محاضرة إلى أمور لا أحب أن أذكرها، وأرى في نفسي حب شفقة الناس علي، وكأن قلبي يطلب حب الناس، والتجمل للناس، والتفاخر بالنفس، وقلة الاحترام والاهتمام بالمظهر الخارجي أكثر من الداخلي، وأكثر مقوٍ لهذا أني في مجتمع يشجع على هذا الأمر، وهو الاهتمام بالمظهر الخارجي فقط،
وأرى رغبة قلبي في حب الناس لي، والخوف علي، والاشفاق علي، وما إلى ذلك، وهذا يخيفني ويحزنني، ومما يؤدي بي إلى الاكتئاب والتوتر النفسي
والله لا أجد من يساعدني ويوجهني، وأنا في حيرة شديدة. أرجو الإجابة في أقرب وقت ممكن، فإني محتاجة أشد الحاجة في هذه الفترة لمن يرشدني إلى الطريق الصحيح.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله أيتها البنت الكريمة حرصا على الخير، ونحب أن نبين لك فرحنا الشديد بما أنت عليه من الخير، وغبطتنا لك على ما هداك الله إليه، واعلمي بارك الله فيك أن شعورك هذا دليل على سلامة قلبك وحياته، وأنك بحمد الله على خير عظيم، ولكنك تحتاجين إلى مزيد من حسن الظن بالله تعالى، وصدق التوكل عليه، واللجأ إليه، وتجنب الوساوس، وعدم الالتفات إليها؛ لئلا يفسد عليك قلبك، فخذي بأسباب الاستقامة، واحرصي على تحصيل الإخلاص، وجاهدي نفسك على فعل العبادات، واشغلي نفسك بحفظ القرآن، وتعلم العلم الشرعي؛ فهذا أعظم سبيل لإصلاح القلب، وحصول النجاة في الآخرة، واصحبي الصالحات ممن تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، وأدمني ذكر الله تعالى، واجتهدي في دعائه، ثم اجمعي مع خوفك الرجاء بواسع رحمة الله تعالى، وعظيم فضله، وثقي أنه لا يضيع أجر المحسنين، ولا يخيب سعي الساعين. وأحسني ظنك به تعالى، واعلمي أنه تعالى عند ظن عبده به، ولا تتركي عملا صالحا خوف الرياء، فإن هذا من أبواب الشر ومسالك الشيطان، ودعي التفكير السلبي، وفكري في الجوانب الإيجابية في شخصيتك، وما أكرمك الله به من محبته والخوف منه، والعمل للآخرة، وقد حرمه الكثير من الناس، نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني