الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للمبتلى بالحب وليس جاهزًا للزواج

السؤال

أنا شاب متدين، أحاول قدر المستطاع أن أرضي ربي وأطيعه، عمري 21 سنة، أدرس في إحدى كليات بلادنا، وقد وقعت في حب فتاة مواظبة على الطاعات، وتدرس معي في نفس الصف، مع العلم أني في الوقت الحالي لست جاهزًا لطلب يدها بشكل رسمي؛ لأنني لست مؤهلًا لذلك بعد بسبب الأحوال المادية، والحب ليس بإمكاننا أن نقف في طريقه -كما تعلمون-، فالقلب إذا بدأ بالحب، فإنه يحب، وأنا لا أريد أن أدخل في شيء قد يؤدي بي إلى معصية، مع العلم أنني لا أستطيع إلا أن أراها كل يوم، وهي معي في نفس الصف، وندرس ذات الموضوع، فما الحل -رعاكم الله- إذا وصلت درجة الحب عندي إلى الأعلى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى عز وجل أن يرزقك الثبات على طريق الاستقامة، وأن يزيدك هدى، وصلاحًا، ونسأله سبحانه أن يحفظك من سبل الغواية، وأسباب الانحراف عن الصراط المستقيم؛ إنه سميع مجيب، ونعم المولى ونعم النصير.

واعلم أن الحب منه ما هو كسبي، ومنه ما يقع من غير إرادة صاحبه، وسبق تفصيل القول في ذلك، وبيان حكم كل نوع منهما، فراجع الفتوى رقم: 4220.

ومنه تعلم أنه يجب على المسلم إعفاف نفسه، والحذر من أن يكون هذا الحب دافعًا لارتكاب ما لا يرضاه الله تبارك وتعالى.

وإن أمكن للمتحابين الزواج، فذلك خير وأفضل، روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وإن لم يكن بالإمكان حصول الزواج قريبًا، فليذهب كل منكما في سبيله؛ ليحافظ على جذوة الإيمان التي في قلبه، وليكون بعيدًا من حيل الشيطان واستدراجه، وقد حذر الله عز وجل من شره؛ فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني