الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام السائل الذي يخرج نتيجة التفكير بالنساء

السؤال

ما حكم السائل الذي يخرج نتيجة التفكير بالنساء؟ مع أنه في زماننا هذا أصبح تفكير الرجل لا يكاد يخلو من شهوة النساء، وذلك رغماً عنه، لأننا أصبحنا في زمان كثر فيه التبرج، والنساء شبه العاريات، فإذا أراد الرجل أن يبعد نظره إلى مكان بعيد عن النساء المتبرجات، وجد المزيد منهنَّ. فكل ذلك يدفع الرجل للتفكير بالنساء رغماً عنه، مما يتبعه خروج السائل. فهل يعقل أنه في كل مرة يخرج فيها، يجب الوضوء ومسح الثياب؟، مع أن ذلك يحدث باستمرار وبكثرة، وفي بعض الأحيان قد يخرج أثناء الصلاة نتيجة لموقف حدث مع الرجل قبل دخول المسجد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولاً أن مجرد الوسواس لا التفات إليه، ولا يحكم بخروج شيء إلا مع اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، ثم إن السائل الذي يخرج عند التفكير أو الملاعبة عادة هو المذي، وهو أبيض رقيق يخرج بلا شهوة غالبًا، وهو موجب للوضوء بالإجماع، وهو نجس كذلك اتفاقاً، فيجب تطهير ما أصاب البدن والثوب منه، ويكفي في الثياب نضحها دون غسلها على الصحيح تخفيفا من الشارع على المكلفين، وراجع الفتوى رقم: 50657.

ومن كان مصاباً بسلس المذي، بحيث لا يتوقف خروجه زمناً يتسع لفعل الطهارة والصلاة؛ فإنه يتوضأ بعد دخول الوقت، ويصلي بوضوئه ما شاء من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولا يضره ما خرج منه، وانظر الفتوى رقم:119395، فالأمر بحمد الله يسير، وليس فيه أي حرج على المكلفين؛ فإن الله برحمته لم يجعل علينا في الدين من حرج، وله الحمد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني