الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حمل الشاب الفتاة الفاقدة الوعي إلى المستشفى

السؤال

أنا شاب جامعي، عمري 22 سنة، إحدى زميلاتي في الجامعة كانت فاقدة وعيها، وطلبت مني صديقاتها أن أحملها حتى باب إحدى العيادات؛ ففعلت ذلك، فهل هذا النوع من الملامسة حرام أم جائز؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت الحال التي ذكرت حال ضرورة؛ لعدم وجود من يحمل الفتاة من محارمها، أو من النساء القادرات على حملها؛ ففي هذه الحال، لا إثم عليك في حملها، وما تبعه من المسّ، والنظر بقدر الحاجة، بل أنت مأجور -بإذن الله- إذا كانت نيتك صالحة، واتقيت الله قدر استطاعتك، وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: إذا وقع حادث -لا سمح الله- على طريق ما، وأصيب السائق ومعه نساء، ولا يقدر أن يذهب بهنّ إلى المستشفى، أو أي جهة كانت، فهل يجوز لي أن أذهب بهنّ وهنّ في حالة سيئة، ربما يكشفن أمامي، فهل يجوز أم لا؟

فكان الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت، جاز لك أن تسعفهنّ بالذهاب بهنّ إلى أقرب مستشفى لمكانهنّ، أو إلى أهلهنّ؛ لضرورة المحافظة على النفوس، وعليك أن تحافظ على ستر عوراتهنّ ما استطعت؛ منعًا للفتنة، وصيانة للأعراض، وعليك أن تبلغ أهلهنّ إذا سلمتهنّ للمستشفى، ولك في ذلك أجر عظيم. اهـ.

أمّا إذا كان هناك من يقدر على حمل الفتاة غيرك -كمحارمها، أو صديقاتها، أو غيرهن من النساء-، فلم يكن لك حملها.

وعليك التوبة إلى الله مما وقعت فيه من النظر، والمسّ لغير حاجة معتبرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني