الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسرع في قبول الخاطب قد يكون غير محمود

السؤال

أردت اللجوء لحضرتكم بعد أن ضاق صدري، وضاقت بي الدنيا.
أنا بنت في الخامسة والعشرين من عمري. أحمل شهادة ماجستير في الهندسة، وملتزمة دينيا.
لقد تقدم لي العديد من الشباب للزواج، وكنت أوافق على التعرف عليهم، والحديث معهم، بهدف معرفة إن كنا متفقين أو مناسبين لبعضنا، وهذا الأمر من شروط الخطوبة في بلدي.
المشكلة هي أنني في كل مرة أرى صفات في كل رجل لا أتقبلها، ولا أتحملها، وأعتبرها خطرا على مستقبلي، علما أني لا أريد أن أصل إلى الطلاق بإذن الله.
سؤالي هو: في الوقت الحالي تقدم لي شاب فلسطيني (وسبب ذكري الجنسية، هو أن أولادي سيحرمون من العديد من الحقوق إذا كان والدهم فلسطينيا) وهو رجل مطلق، ويقول إن سبب الطلاق هو أن زوجته السابقة لم تسانده عندها تعرض لخسارة وظيفته وإفلاسه؛ فطالبت بالخلع. أهم سبب لتقبلي له هو أنه أظهر لي أنه صاحب دين، ولكنني أحيانا أشك أنه على خلق، فأحيانا يخرج منه كلام لا أتقبله، فيعود، ويقول لي إنه يمزح. إنه كثير المزاح، وأنا أفضل الرجل المتزن في كلامه صاحب الشخصية الرزينة، ولا أجد هذا الأمر في هذا الشاب. يطلب مني أحيانا صورا من دون حجاب، ولكني أرفض مرارا وتكرارا، وأقول له عندما نعقد القران. يقول إنه لا يستطيع تحمل تكاليف الخطوبة الرسمية بعد سنة، لكنه تكلم مع أهلي وأهله من أجل أن نتعرف على بعضنا. أشعر بتردد شديد تجاه ارتباطي به، وقد شعرت بهذا الأمر عندما تقدم لي آخر شابين، ورفضتهما إما بسبب نقص في الدين أو الخلق.
أريد نصيحتكم في هذا الأمر، علما أنني تعبت، وأشعر أني تائهة، ولا أستطيع أخذ قرار.
أريد أن أتزوج، لكني أخاف أن أكون بهذا أرفض رزقي، بسبب أني أريد رجلا أرتاح معه مستقبلا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحرصك على اختيار الزوج الصالح الموافق لك، ورفض من يتقدم إليك ممن لا ترضين دينه وخلقه، من غير مبالغة أو تعنت، ليس فيه رفض للرزق، أو مخالفة للشرع. فالزواج عقد عمر، والحرص على اختيار الزوج الصالح من أسباب السعادة، ورزقك سيأتيك لا محالة.
فإن كان هذا الخاطب على الحال التي ذكرت، فلا نرى لك التسرع في قبوله، وننصحك باستشارة العقلاء من أهلك، أو غيرهم من الصالحين واستخارة الله تعالى قبل الإقدام على شيء.
وننبهك إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته شأنه شأن الرجال الأجانب، وانظري حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته، في الفتوى رقم: 57291
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني