الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحضور مكان طبيب وأخذ الأجرة منه

السؤال

أنا طبيب من سوريا، أعمل في مستشفى بمصر، أمضي فترة التخصص، ولدينا قسم الطوارئ يغطيه الأطباء من جميع الأقسام بالمستشفى، ولكن بمرتب. سألت المشرف الذي يقوم بوضع الجدول والتسجيل أن يضع اسمي .قال لي إني سأعمل بدون أجرة لأني غير مصري. ثم قال لي يمكن لك أن تاخذ اسم أحد الزملاء، وتحضر مكانه وتأخذ الأجرة منه، وفعلت هذا الشيء يومين . هل يجوز أخذ هذه الأجرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأخذك لاسم أحد الأطباء الذين يستحقون الأجرة، وحضورك مكانه على أنه هو قد حضر لتأخذ الأجرة منه بعد أن تدفع إليه من التزوير والغش المحرم وقد نهى الشارع عن ذلك قال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}، قال الحافظ ابن حجر: ضابط المزور وصف الشيء على خلاف ما هو به.

وجاء في الموسوعة الفقهية: التزوير يشمل التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب. انتهى.
وتعاون المشرف معك على ذلك من جملة التعاون على الإثم المحرم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

فاستغفر الله تعالى مما فعلت، ولا تعد إليه، والمبلغ الذي أخذته إن أمكن رده للمستشفى فرده، وإن لم يمكن ذلك فادفعه للفقراء والمساكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني