الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب ستر النفس وعدم الإخبار بالذنب

السؤال

أنا غير متزوج، وزنيت أكثر من مرة، وتقدمت لخطبة فتاة، وتمت الموافقة. هل أبوح وأتحدث معها عن ما فعلته سابقا حتى أكون صادقا في كل شيء؟ أم أحفظ هذا الأمر، ولا أبوح به؟
وهل ذلك خطأ في حقها؟ لأنهم يعلمون عني صلاح أمري وخلقي، ولكني فعلت ما فعلت سرا. فهل أخبرهم من باب الصدق؟ أو ماذا أفعل؟ وإن لم أخبرهم هل يكون الزواج باطلا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أولا المبادرة إلى التوبة النصوح، والحذر من كل ما يمكن أن يدعوك إلى الفتنة مرة أخرى من النظر المحرم، أو الخلوة، والاختلاط المحرم، ونحو ذلك، وانظر شروط التوبة في الفتوى رقم: 64768.

واعلم أن من علامات قبول التوبة صلاح الحال بعدها، وراجع للمزيد الفتاوى: 10800، 1208، 12928.

ويلزمك مع التوبة أن تستر على نفسك، فلا تخبر بذنبك أحدا؛ لأن الواجب على المسلم أن يستر على نفسه، ولا يهتك الستر الذي بينه وبين الله عز وجل، ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.

قال المناوي في فيض القدير: من صفات الله ونعمه إظهار الجميل وستر القبيح، فالإظهار كفران لهذه النعمة، وتهاون بستر الله.... اهـ.
وشروط صحة الزواج بيَّنها أهل العلم، وقد ضمناها الفتوى رقم: 1766. فإن توفرت في الزواج هذه الشروط كان زواجا صحيحا، ولا يؤثر على صحته إن أخبرتهم بتلك المعصية، ولكن لا تخبرهم؛ كما أسلفنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني