الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوصف المذكور أشبه بحال السحرة والكهان

السؤال

فيما يتعلق بالسحر، فقد قرأت العديد من الموضوعات والفتاوى من موقعكم الكريم، ولكن عندي استفسار بسيط. أختي عمرها 22 عاما، خريجة كلية علوم من مصر، وكانت متزوجة من قبل في أول عام لها في الجامعة، ولكنها لم تحب زوجها، وكانت متزوجة وهي كارهة له؛ لرغبة والديَّ، وبعد عشرين يوم من الزوج حصل اختلافات كثيرة، وبعد مشاكل عديدة تم الطلاق بينهم بدون أولاد، واستمرت حياتها الجامعية وهي تكره الزواج، وترفض أي شخص يأتي لخطبتها، وفي مرة وافقت، ولكن لم يستمر الموضوع. ويأتي لها كوابيس كثيرة في أوقات مختلفة، وأهلي يشعرون بالذنب دائما لأنهم السبب في زواجها الأول بالإكراه. فذهب أبي إلى صديق له في العمل يقوم بعمل الأعمال، وكان ينوي أن يقوم بعمل لزوجها القديم؛ لأنه كان ظالما جدا لها. ولكن وقفت لهم حينها، ولم يتم هذا الموضوع الحمد لله.
الآن ذهب أبي معها إلى نفس الشخص ليرى إذا كان أختي عندها عمل. بسبب الكوابيس وموضوع الزواج، وهي الآن متخرجة، وتعمل في أحد المعامل. ويقول إن هذا الرجل وضح لهم صورة الأشخاص الذين يأتون لها في الكوابيس على الموبايل. لا أعلم كيف عرف، ولكن أختي تقول إنها صحيحة. وجاء به إلى بيتنا، وجعلها تفعل أشياء غريبة، ويقول أغلقي يدك، ويقول لأبي لو انفتحت يكون معمول لها عملا. ثم تفتح وحدها !! ويخبرها بأن تفتح يدها، ولو جاءت على وجهها يكون عليها عمل، ثم تلتصق يدها بوجها تلقائيا !! لا أعلم كيف حدث ذلك، أنا لم أكن حاضرا حينها، ولم يخبروني إلا بعد انتهاء الموضوع !! لأنني ساعارض وبشدة.
الآن أنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء، هم فقط يخبرونني أن هذا الرجل يقرأ قرآنا، وظل يفك عملها بالقرآن وآيات منه، فكيف يكون ساحرا؟! أريد منكم إجابة أنقلها لهم، وحكم هذا الفعل حتى ينتهوا منه. وكيف عرف هذا الرجل صورة الشخص في الكوابيس، وكيف التصقت يدها بوجهها ! حتى أخي الكبير يرى أن هذا الرجل شيخ أيضا، ويقول إنه أمر عادي. وأنا أصغر فرد في البيت، لا أعلم كيف أقنعهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لأختك العافية من كل بلاء، وأن ييسر أمرها، ويرزقها الزوج الصالح، ونوصي بالتوجه إلى الله بالدعاء فهو مجيب المضطر وكاشف الضر، كما قال في محكم كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}، وهو يحب أن يدعى، ويستجيب إذا دعي؛ لأنه الجواد الكريم، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

وإن كان واقع هذا الرجل ما ذكرت، فحاله أشبه بحال السحرة والكهان، ومن يتعامل مع الجن والشياطين، يدل على ذلك ما ذكرت من أنه عرض لهم من خلال الهاتف صور الأشخاص الذين تراهم أختك في كوابيسها، وكذا ما ذكرت من ضم اليد وبسطها. وأمثال هؤلاء لا يُؤتَون ولا يُسأَلون ولا يُصدَّقون فيما يقولون، وانظر الفتوى رقم: 361984. ولا يغترن أحد بما ذكر من أنه يتلو شيئا من القرآن - إن كان يفعل ذلك حقيقة - فلا يمنع مثل هذا من كونه دجالا، فقد يريد بذلك أن يخدع من يحضره، ويلبس الحق بالباطل.

والرقية الشرعية هي أفضل وسيلة للعلاج من السحر ونحوه، والأفضل للمرء أن يرقي نفسه، ويجوز أن يرقيه آخر، ولكن يراعى اختيار أهل الاستقامة في العقيدة والعمل، والبعد عن الضلال والزلل.

ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على هداية أهلك، وتعاهدهم بالنصح ما أمكن، ويمكنك أن تستعين عليهم ببعض أهل العلم والفضل ممن يثقون بقولهم، هذا مع الدعاء لهم بأن يتوب الله عليهم، وينير بصيرتهم لمعرفة الحق والعمل به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني