الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التدريس في معهد غير معتمد

السؤال

عمري 19 سنة، وأعمل في أحد المعاهد الخاصة للمساحة، ومدة الدراسة فيه سنتان. أعمل في الدعاية في توزيع الورق على الناس في الشارع صباحا وليلا، وجلب الطلاب إلى هذا المعهد. ولكن هناك من يقول إن هذا المعهد ليس معتمدا، وهناك من يقول إنه خدع الناس، مع العلم أن هذا المعهد مفتوح منذ 10 سنوات، بل وأكثر، وما زال مفتوحا، وبعض الناس عند ما أسألهم عن هذا المعهد وهل تعمل بهذه الشهادة بعد تخرجك منه؟ فمنهم من يقول: نعم، وهناك من يقول: لا، فهي ليست معتمدة، مع العلم أنه توجد أختام وشهادات من الجامعة المشرفة عليه. وهناك من يقول إنه معتمد، وهناك من يقول إن هذه المعاهد تأخذ إشرافا من الجامعات، وفيها عدد متوسط من الطلاب الملتحقين بها. وقد قمت بسؤال بعض من يعملون في هذا المعهد، ويقولون لي إنه معتمد. وأنا لا أملك دليلا قاطعا أنه ليس معتمدا. وأنا آخذ راتبا ماليا في نظير هذا العمل كل أسبوع، أو كل شهر. وفي بعض الأوقات أقول لأمي إني سأترك هذا العمل، ولكنها تغضب مني كثيرا، وهذا يحزنني أكثر. فماذا أفعل: هل يعتبر مالي هذا الذي آخذه في مقابل هذا العمل الشاق، مالا حراما؟
فأريد أن أعرف؛ ليطمئن قلبي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام هذا المعهد يدرس شيئا مباحا، فلا حرج في الالتحاق به، سواء أكان معتمدا، أو غير معتمد. وبالتالي، يجوز الترويج له والدعاية له، وأخذ الأجرة على ذلك.

وغاية ما يطالب به السائل في عمله: ألا يدلس على الناس في أمر اعتماد المعهد من عدمه، فإن سئل عن ذلك، ذكر ما يعرفه، وترك أمر التحري والجزم للطلاب أنفسهم.
ويتأكد هذا بما ذكره السائل من غضب أمه عليه عندما يخبرها بترك هذا العمل، فإن طاعة الوالدين في الشبهات واجب عند أكثر العلماء، وراجع في ذلك الفتاوى: 285715، 145829، 165713.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني