الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الأم لا تجب في إلزام بنتها البقاء مع الزوج السيء

السؤال

هناك فتاة تزوجت رغما عنها، وأهلها أجبروها على ذلك؛ لأنها كانت صغيرة، كما أن شخصيتها ضعيفة أمام ضغط أهلها، وزوجها يعاملها معاملة سيئة بالضرب والإهانة، وكلما ذهبت لبيت أبيها ضغطوا عليها لكي يردوها، وللأسف تعود؛ لأنها مغلوبة على أمرها، نتيجة لضغط أهلها. وفي إحدى المرات تقول لها والدتها إنها لو لم ترجع ستموت وهي غاضبة عليها، ولحسن دين البنت خافت أن تغضب أمها فرجعت.
هل هذا الزواج صحيح من البداية؟ وهل لو طلقت من هذا الزوج هل هي بذلك يقع عليها إثم؟ إنها سوف تغضب أمها، وتكون عاقة لها أمام الله؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن من قبيح الفعال إساءة الزوج معاملة زوجته وضربه وإهانته لها، وينبغي لأهلها في هذه الحالة الجلوس مع زوجها، والتفاهم معه، أو التفاهم مع أهله، والسعي في الإصلاح، وإنصاف الزوجة إن كانت مظلومة، قال الله سبحانه: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء:35}.

فإن لم يمسك بالمعروف فليفارق بإحسان. وليس من حق أمها ولا غيرها إلزامها بالبقاء مع زوجها على هذا الحال، فالزوجة المتضررة من زوجها لها الحق في طلب الطلاق منه؛ كما هو مبين في الفتوى: 37112.

ولا يجب عليها طاعة والديها فيما فيه ضرر عليها، ولا تكون عاقة بالمخالفة وعدم الطاعة في هذه الحالة، ونرجو مطالعة الفتوى: 76303، وهي عن ضوابط طاعة الوالدين.

وأما عن مسالة إجبار البنت على الزواج، وتفصيل حكم ذلك، فيراجع في شأنه الفتوى: 34871. والفتوى: 153121.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني