الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكسب من إعلانات جوجل مع إمكانية فلترة المواقع المخالفة

السؤال

ما حكم الاشتراك في برنامج جوجل أدسنس الإعلاني، بعد إمكانية الفلترة للمواقع التي تخالف الشريعة الإسلامية، كالسحر، والخمور -والعياذ بالله-، وأريد التنويه أن برنامج الفلترة قد لا يتمكن من الفلترة الكاملة، وقد تفوته بعض الإعلانات التي أريد فلترتها، وتظهر للمتصفحين؛ وذلك لأنها تابعة لمنتج آخر من المنتجات الخاصة بجوجل، ولا يمكن لأدسنس التحكم فيها، ولكنها تظهر بشكل يسير مقارنة بباقي الإعلانات، وإذا وجدتها في الموقع فتستطيع إغلاقها يدويًّا، مع العلم أنني لن أكون على الحاسوب طول الوقت، فلن أستطيع مراقبة جميع الإعلانات، وقد يفوتني بعضها، ولكن ما أجده منها أحظره فورًا.
أريد منكم جوابًا شافيًا، وعدم إحالتي إلى فتاوى أخرى؛ لأنني قرأت جميع الفتاوى الخاصة بهذه المسألة في الموقع، ولم أجد ما أبحث عنه، وأريد أن أتحرى المال الحلال. ولكم فائق الشكر، والاحترام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت أنك اطلعت على الفتاوى المنشورة حول هذا البرنامج، وحكم التعامل معه، وربما تكون قد لاحظت اختلافًا بينها، وسبب ذلك الاختلاف هو أن بعض السائلين يذكر ما لم يذكر غيره، مما له تأثير واعتبار في الحكم، فيختلف الجواب بناء على ما ذكره السائل، أو ما اطلع عليه المفتي حول المسؤول عنه. والمواقع تغير أنظمتها وبرامجها، فتدخل شروطًا، أو برامج جديدة، أو تحذف شيئًا من ذلك، وهكذا، وقد يختلف الحكم عليها بسبب ذلك، وهكذا.

وأما ما ذكرته في سؤلك حول العمل مع الموقع المذكور من خلال عرض الإعلانات.

فالجواب عنه: أنه ما دام الموقع يتيح للمتعاملين معه خاصية حجب ما ﻻ يريدون عرضه بمواقعهم، وفلترة اﻹعلانات التي يعرضونها؛ وحذف ما لا يريدون بما يتيح لهم التحكم فيما يعرض، وﻻ يفوتهم من ذلك إلا النادر اليسير لخطأ، أو غفلة، ونحوه، فلا بأس بالتعامل معه، والتكسب من عرض الإعلانات المباحة. والنادر واليسير لا تأثير له. وعلى من يشاهد الإعلانات أن يغض بصره عما لا يجوز.

ومن وجد عملًا مباحًا لا شبهة فيه غير هذا العمل، فالأولى له الانتقال إليه وترك هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني