الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شراء أجهزة للآخرين يمكن أن تستعمل في المعاصي

السؤال

طلب مني أصدقائي في منطقة أخرى جهازي استقبال دش (رسيفر) خاص لقنوات مباريات كرة القدم؛ بسبب عدم توفره في منطقتهم، ويوجد عرض لفترة محدودة على الجهاز، وهم سيقومون بتحويل المبلغ لي، فاشتريت الجهازين، وبعد أن اشتريتهما انتابني قلق مما عملته، فقد خفت أن يقوموا باستخدامه في قنوات المسلسلات، أو البرامج التلفزيونية التي فيها معاص، فاتصلت بالشركة لأحاول إلغاء الاشتراك، وإعادة المبلغ المدفوع، ولكن الشركة رفضت، وذهبت إليها فرفضوا، ووصل الحديث لحد الجدال، ولكن دون جدوى، ولكن مع إمكانية تحويل العقد باسم مختلف، وأبلغت الأشخاص أنه لن يتم تسليمهم الأجهزة عن طريقي، بل في حال وصولهم للمنطقة نتقابل في الشركة لتحويل العقد بأسمائهم، وأبلغتهم برجائي منهم عدم استخدامه في المعاصي، فهل يلحقني في هذه الحالة ذنب أم لا؟ مع العلم أن ثمن الجهازين باهظ، ولو كان ثمنهما قليلًا، لرميتهما في القمامة، فالرجاء إفادتي، مع العلم أن الجهازين ما زالا معي، وبعد يومين سيأتي الأشخاص لمنطقتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشراؤك للجهازين اللذين وكّلت في شرائهما، لينتفع بهما انتفاعًا مباحًا، لا حرج عليك فيه، ولا يلزم أن يكون العقد بغير اسمك.

وإذا أساء من اشتريت له الجهاز استخدامه أحيانًا، باستعماله في مشاهدة ما لا يجوز، فيكون إثمه عليه لا عليك، ولا يلحقك وزر بكونك من اشتريت له الجهاز، فهذا ليس من الإعانة المحرمة؛ لأنك لم تعنه على معصيته إعانة مقصودة، ولا مباشرة، فلا تأثم حينئذ، وانظر الفتوى: 321739.

ومن يستخدم الجهاز في المعصية هو من يتحمل وزر نفسه، فقد قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}.

وقد أحسنت في النصح والوعظ، بألا يستعمل الجهازان فيما لا يجوز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني