الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لم يرزقنا الله بأطفال منذ سنوات عديدة، وقمنا بعملية زرع الأجنة، وأنا الآن حامل بتوأم, وتاريخ إلقاح البويضة مع النطفة كان منذ 112 يوما تحديدا. إلا أن الحسابات الطبية تقول بأني في الأسبوع السابع عشر أو الثامن عشر.
أنا حامل بتوأم, وندعو الله بأن يرزقنا توأما، ونتمنى ذلك، ولا نرغب بفقدان أحدهما, ولكن الأطباء أكدوا بأن أحدهم مشوه عقليا، ودماغه غير سليم (متلازمة داون أو استسقاء سوائل الدماغ) والطفل الآخر سليم.
هناك احتمال بسيط جدا بأن يؤثر الجنين المشوه على الجنين السليم، ويتسبب بإسقاط كليهما، أو يؤثر على الحمل، إلا أن نسبة ذلك ضعيفة.
ونحن في ألم نفسي شديد، ولكننا قررنا إسقاط الجنين المشوه خوفا على أن يتعذب في حياته.
وسؤالي, هل يتم حساب عمر الجنين اعتبارا من يوم إلقاح البويضة أي 112 يوما، أو كما تشير التقاير الطبية بأني في الأسبوع الثامن عشر من الحمل؟
وفي كلا الحالتين وجدنا العديد من الفتاوى التي تبيح في بعض الأحيان إسقاط حتى الجنين المعافى قبل بلوغه الـ 120, ونشهد الله بأننا لا نرغب في إسقاطه لو لم يكن مشوها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإسقاط الجنين المشوه قبل نفخ الروح محل خلاف بين أهل العلم، والقول بالجواز قول معتبر من أقوالهم، ولا حرج على السائل في الاعتماد على هذا القول والعمل به. ولا يقتصر هذا على الضرر الواقع، بل يشمل كذلك الضرر المتوقع كبعض الأمراض المستعصية أو التشوهات، وراجع في ذلك الفتاوى: 158789، 340675، 326554، 65114.

وأما احتساب عمر الجنين، وهل يعتمد في ذلك على تاريخ يوم إلقاح البويضة، أم على التقاير الطبية؟ فنقول: إن السؤال فيه إشكال. إذ كيف تكون الحسابات الطبية لعمر الجنين متقدمة على وقت التلقيح المعروف تحديدا؟

على كل، فالذي نرى هو أن المعتمد هو وقت التلقيح؛ فإن المرحلة الأولى لتكون الجنين - وهي مرحلة النطفة - تبدأ من ساعة الإلقاح أو التخصيب، وراجع الفتاوى: 22096، 20779، 321538.

وأما التقارير الطبية فهي شيء تقريبي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني