الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج زيارات الأم الطويلة لبيت ابنها وتضايق الزوجة

السؤال

أنا متزوجة منذ شهور، وأسكن في بيروت مع زوجي. حماتي بصحة جيدة، ولديها بيت في الضيعة، وأولاد غير زوجي، لكنها كل أسبوعين تجيء من الضيعة إلى منزلنا في بيروت، وتقضي أسبوعا كاملا، وأحيانا أسبوعين. لو أنها وحيدة أو مريضة كنت تفهمت، ولكن لا أرى لزوما لهذه الزيارات الطويلة.
أنا عندي دوام ثلاثة أيام في الأسبوع، وزوجي أيضا يعمل من الاثنين إلى الجمعة، فأنا أشعر بأنه يجب علينا أن نقضي وقتا بمفردنا كأيِّ شخصين متزوجين. فأنا أصبحت أتضايق كثيرا من هذا الوضع، وأشعر بأن لا خصوصية لديَّ في بيتي، وأشعر أنني ضيفة عند حماتي، وليس العكس. وأينما نريد أن نذهب تريد أن تأتي معنا.
أرجو أن تشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ وكيف أفهم زوجي بأني منزعجة من زيارة والدته، ومكوثها المتكرر. وهل أأثم إذا أخبرته؟ أم أنه من حقي؟ فأنا لا أريد أن أفعل شيئا أندم عليه، أو أشعر بتأنيب ضمير، لكنني تعبت. علما أن زوجي بار بها، ولا أتخيل كيف يمكن أن يحدثها بموضوع كهذا.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك في إخبار زوجك بضيقك من بقاء أمّه معكم فترات طويلة، فمن حقّك أن يكون مسكنك مستقلاً مع زوجك وأولادك، لا يشاركك فيه أحد يطلع على أحوالكم، ويقطع عليكم خصوصية الحياة الزوجية. لكن إن كان في البيت سعة بحيث لا يترتب على وجودها معكم ضرر عليك، ولا اطلاع على ما لا تحبين اطلاعها عليك، ولا تعدٍ على أيِّ شيء من خصوصياتك، فليس من حقك أن تمنعيها من المكوث معكم.

والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك برفق وحكمة، وتبيني له أنّك غير معترضة على زيارة أمّه، وبقائها عندكم بالقدر المناسب الذي لا يضر بكم أو يشق عليكم، وأنّ عليه أن يبرّ أمّه ويحسن إليها، من غير إضرار بزوجته وأولاده، والجمع بين ذلك ممكن إذا استعمل الحكمة والمداراة. وراجعي الفتوى: 62280.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني