الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقسم الميراث إلا بعد قضاء الديون

السؤال

أبي توفي في حادثة في شهر رمضان الماضي، وأحب أن أعرف هل يجوز أن أقوم له بعمل الآتي: الصلاة، الزكاة، الصدقة الجارية، قراءة القرآن، الدعاء،العمرة، وهل هو يعرف من الذي يبعث إليه هذه الأشياء، وهل إذا كان عليه دين ولم أعرف ما هو فهل أوفي له هذا الدين بطريقة أو بأخرى، وهل هو يعلم من يأتي له بالزيارة إلى قبره؟ وشكرا جزيلا على الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن الحسن التفصيل في ما سألت عنه لكون الحكم فيه مختلفاً، فأما الدعاء والصدقة فلا خلاف في صحة فعلهما عن الميت ووصول ثوابهما إليه، وقد تقدم لنا ذلك في فتاوى تمكنك مراجعة بعض منها في الفتوى رقم: 9998. وأما قضاء الدين ومنه زكاة المال، فإن كان ترك مالاً فلا يجوز أن يقسم إلا بعد قضاء ما عليه من الديون، قال الله تعالى: مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ [النساء:11]. فلتجتهد في البحث عن أهل هذه الديون وفي معرفة قدرها، وإن لم يكن ترك مالاً، فيكفيه أن تقضيه عنه أنت تطوعاً، ولك في ذلك أجر. وأما العمرة عنه، وإهداؤه ثواب قراءة القرآن، فهي من الإحسان إليه والبر به، ومن الجميل فعلها عنه، وتقييد ذلك بالضوابط الشرعية، وقد تقدمت لنا فتاوى في ذلك، فراجع منها الفتوى رقم: 35828، والفتوى رقم: 20708. وأما الصلاة ففي فعلها عن الميت خلاف، مذهب الجمهور عدم الفعل، وقال بعض العلماء بصحة ذلك، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 18276. وعما إذا كان الميت يعرف من يهديه الثواب، فقد ذكر الإمام ابن القيم أنه يعرف من يهديه ثواب الطاعات، وأورد لذلك أمثلة تمكنك مراجعتها في كتابه "الروح". وبالنسبة لمعرفة من يزوره، فيمكنك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 7410. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني