الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أذية اليتيم معصية شنيعة

السؤال

ما حكم إيذاء الأيتام?

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاليتيم يطلق على الولد الذي فقد أباه قبل البلوغ، سواء كان ذكرا أو أنثى، فهو إنسان ضعيف، بحاجة إلى العطف والشفقة والإحسان، وهذا هو الذي حض عليه الشرع الكريم وأمر به، حيث قال صلى الله عليه وسلم: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة، وأشار مالك بالسبابة والوسطى، رواه مسلم.

وفي صحيح الترغيب والترهيب أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه، قال: أتحب أن يلين قبلك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك.

أما إيذاء اليتيم، فهو معصية شنيعة تدل على قسوة قلب صاحبها وخلو قلبه من الشفقة والرحمة، فإن كان الإيذاء بأخذ بعض ماله، فالوعيد في ذلك شديد من الله تعالى حيث قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً (النساء: 10).

كما أن إيذاء اليتيم من صفات الكافرين أصحاب القلوب القاسية، حيث قال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (الماعون:1-2).

قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه. انتهى.

وحاصل الأمر، أن المطلوب شرعا الإحسان إلى اليتيم، أما أذيته بقول أو فعل، فهي معصية شنيعة دالة على قسوة قلب صاحبها وخلوه من الرحمة والحنان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني