الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق الزوج مقدم على الوالدين عند التعارض

السؤال

أنا امرأة متزوجة مند أربع سنوات وأعيش مع زوجي في بلا د الغربة لم نرزق لحد الآن بأطفال تقع بيننا مشاكل لأسباب تافهة و لمجرد العناد فقط خصوصا عندما نسافر إلي أرض الوطن و دلك بسبب بقائي من حين لأخر ببيت أمي و أبي باعتبار أني أظل طوال العام محرومة من حنانهما في الغربة كما أن زوجي يقضي وقته طوال الأسبوع في العمل و يومه السبت والأحد لزيارة أخيه في مدينة تبعدنا بنصف ساعة و لا يعود إلا آخر النهار . لقد بدأت أشعر بالاكتئاب و بكثير من الملل في حياتنا ومؤخرا بدأ يتحدث عن الطلاق ويهددني به لأبسط الخلافات بينا و بدأ النفور و البعد بينا خصوصا أنه يعايرني أني لم أرزق بأولاد لأن قلبي أسود و نيتي ليست حسنة و الله أعلم بقلبي وبنيتي.وأدعو الله أن يمنحني الصبر و القوة لتحمل كل ما أمر به أرجو منكم النصيحة و ما هي حقوقي والواجبات التي علي في حالة حدوث الطلاق رغم أني لا أتمناه مع علمي بأن عرش الرحمن يهتز له ؟ و ماذا يمكنني فعله إن كان هدا هو الحل الوحيد و المريح لكلينا و شكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أعظم مقاصد الشرع في الزواج تحقيق السكن والاستقرار النفسي لكل من الزوجين، قال تعالى: [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً] (الروم: 21).

وإن من أهم ما يحقق هذا المقصد معرفة كل من الزوجين ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، والتعامل بينهما وفقا لذلك، وإن وقع نوع من التقصير من أي منهما، فينبغي طلب حله في إطار الشرع، واعلمي –أختي السائلة- أن الشرع قد عظم حق الزوج، بل هو مقدم على حق الوالدين عند التعارض، وقد سبقت لنا فتوى بهذا الخصوص بالرقم: 9218، ولكن بما أن لديك رغبة في الذهاب لوالديك، فينبغي التفاهم مع الزوج بهذا الخصوص، ولعل من حسن العشرة أن يتفهم الزوج هذا الأمر ويأذن لك ما دام ذلك لا يترتب عليه تفريط في حقه.

وأما الطلاق فلا ينبغي التسرع إليه، بل إنه كما قيل: آخر العلاج الكي، وننصحك بالتفاهم مع زوجك، والاستعانة في ذلك بمن ترجين أن يكون لقوله تأثير عليه.

ثم إنه لو قدر وقوع الطلاق، فلا شك أن للمطلقة حقوقا وعليها واجبات، وقد سبق أن بينا حقوق المطلقة وواجباتها في الفتوى رقم: 9746، والفتوى رقم: 6922.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني