الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب إفراد الضمير وتثنيته في قصة موسى

السؤال

لماذا نجد قصة سيدنا موسى -عليه السلام- ترد بصيغة المفرد تارة، وتارة بصيغة المثنى (مقترنة بسيدنا هارون)؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فقد أفردت الضمائر العائدة على موسى -عليه الصلاة والسلام- في القرآن الكريم عندما كان اللفظ موجهًا إليه هو على انفراده، نحو قوله تعالى: وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى {طه:9-10}، إلى قوله تعالى: قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى* وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى {طـه:36-37}، إلى قوله: اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي {طـه:42}.

وعندما كان الخطاب موجهًا إليه وإلى أخيه، كانت الضمائر مفيدة للتثنية، نحو قوله تعالى: وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى {طه:42-45}، وقصة موسى، وأخيه، هي أكثر القصص ورودًا في القرآن، وتكون دائمًا على النحو المذكور، فما وجه السؤال إذن؟

وإذا كان السائل الكريم يعني أنه قد ورد في قول الله تعالى: إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ {طـه: 47} بتثنية رسول، وورد: إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء: 16} بالإفراد، فهذا قد أجاب عنه أهل التفسير: قال البغوي عند قول الله تعالى: إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ: ولم يقل: رسولا رب العالمين؛ لأنه أراد الرسالة، أي: إنا ذو رسالة رب العالمين، كما قال كثير:

لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول.

أي: بالرسالة، وقال أبو عبيدة: يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين، والجمع، تقول العرب: هذا رسولي ووكيلي، وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي، كما قال الله تعالى: وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ.

وقيل: معناه: كل واحد منا رسول رب العالمين. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني